جدد "يتسحاق هيرتسوغ" زعيم المعارضة الصهيونية ورئيس قائمة "المعسكر الصهيوني” انتقاده لقرار رئيس وزراء بلاده، بنيامين نتنياهو، إلقاء خطاب أمام الكونجرس الأمريكي يوم 3 مارس المقبل رغم امتعاض الإدارة الأمريكية من هذا القرار، الذي وصفه بأنه "عديم المسؤولية وخطر”. ونقلت الإذاعة الصهيونية العامة عن "هرتسوغ" قوله خلال لقاء مع مجموعة من الطلاب في بئر السبع ، جنوبي الكيان الصهيوني، إن "قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلقاء خطاب أمام مجلسي الكونجرس الأمريكي سيؤدي إلى مواجهة مع الرئيس باراك اوباما”. ووصف هرتسوغ قرار نتنياهو بأنه "عمل عديم المسؤولية وخطر من شأنه أن يمس بمصالح الكيان الصهيوني الحيوية”. وتضم قائمة "المعسكر الصهيوني” حزبي العمل والحركة الوسطى. وكان نتنياهو أعلن عزمه التوجه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لإلقاء الخطاب رغم المعارضة الداخلية في الكيان الصهيوني وعدم رضا الإدارة الأمريكية. وفي هذا الصدد فقد اعتبر نتنياهو أنه يتعين على وسائل الإعلام الصهيونية بث خطابه "إذ أن ذلك لا ينطوي على دعاية انتخابية”. وأشارت الإذاعة الصهيونية العامة إلى أن نتنياهو كان يرد على التماس قدمته زعيمة حزب "ميرتس″ اليساري الصهيوني "زهافا غالؤون" وعضو "المعسكر الصهيوني” الداد يانيف، إلى لجنة الانتخابات المركزية لإلزام وسائل الإعلام الصهيونية بعدم بث الخطاب باعتبار انه يندرج ضمن الدعاية الانتخابية. ويأتي الخطاب قبل 14 يوما من موعد الانتخابات الصهيونية المقرر إجراؤها يوم 17 مارس المقبل. ومن المقرر أن تجرى انتخابات الكنيست في شهر مارس المقبل، بعد أن قرر نتنياهو في شهر ديسمبر الماضي حل الكنيست. وكانت الانتخابات العامة الصهيونية جرت في شهر يناير عام 2013. وينص القانون الصهيوني على إجراء الانتخابات العامة كل أربع سنوات ما لم يتقرر إجراء انتخابات مبكرة. ووصف نتنياهو في وقت سابق خطابه المرتقب أمام الكونجرس بأنه "يحمل قيمة إخبارية وان الادعاء بأنه يندرج في إطار الدعاية الانتخابية هو ادعاء تهكمي”. ويتوقع أن يركز نتنياهو في خطابه على الملف النووي الإيراني ومعارضته الاتفاق المتبلور بين إيران والقوى الدولية الكبرى، بما فيها الولاياتالمتحدة، حول هذا الملف. وأعلنت مصادر صهيونية عن دراسة إلقاء نتنياهو خطابه أمام الكونجرس الأمريكي مطلع الشهر القادم دون وجود وسائل الإعلام. وقالت مصادر في مكتب نتنياهو في تصريح نقلتها القناة الثانية "إن مكتب نتنياهو يدرس تحويل الخطاب الذي يعتزم رئيس الوزراء الصهيوني إلقاؤه أمام البرلمان الأمريكي من علني أمام الوسائل الإعلام العالمية إلى خطاب في قاعات مغلقة (بدون حضور ممثلي وسائل الإعلام)”. من جانبها نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مصادر سياسية مقربة من رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو قولها إن "نتنياهو يدرس احتمال تغيير جدول زيارته المرتقبة لواشنطن مطلع الشهر القادم والاكتفاء بالقاء خطاب امام مؤتمر اللوبي اليهودي الامريكي "ايباك”. وأشارت الإذاعة إلى أن "دراسة هذا الأمر تأتي في ظل الانتقادات الشديدة التي وجهت إلى رئيس الوزراء على خلفية نيته إلقاء خطاب أمام مجلسي الكونجرس دون تنسيق مسبق مع البيت الأبيض”. ولم تخف الإدارة الأمريكية انزعاجها من قيام نتنياهو بالترتيب لهذا الخطاب مع الجمهوريين في الكونجرس دون علم الإدارة الأمريكية. وأعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما أنه لن يلتقي نتنياهو خلال زيارته للولايات المتحدة نظرا لأن الزيارة تأتي قبل وقت قصير من الانتخابات الصهيونية العامة "تجرى يوم 17 مارس المقبل"، فيما قال مكتب نائب الرئيس جو بايدن انه لن يتواجد خلال إلقاء نتنياهو لخطابه نظرا لانشغاله بارتباطات أخرى. وفي وقت سابق، رفض نتنياهو الانتقادات الموجهة له في الكيان والولاياتالمتحدةالأمريكية على نيته إلقاء خطاب أمام الكونجرس مطلع مارس المقبل. وفي وقت يدعو فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما "المنتمي للحزب الديمقراطي" إلى مواصلة المفاوضات مع إيران بخصوص ملفها النووي، يتفق الجمهوريون وهم الأغلبية في الكونجرس الأمريكي مع رئيس الوزراء الصهيوني في أن هذه المفاوضات لن تعطي ضمانات كافية من تهديد إيران للكيان الصهيوني. وبينما يضغط الجمهوريون بشدة على أوباما لتشديد العقوبات على إيران بغرض إجبارها على التنازل وكشف خططها بخصوص برنامجها النووي، أعلن الرئيس الأمريكي مؤخرا عن أنه سيصوت ضد تشريع يقضي بتشديد العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي.