سلطت الصحف الصهيونية الصادرة اليوم الجمعة الضوء على تداعيات وانعكاسات دعوة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للخطاب أمام الكونغرس، مشيرة إلى غضب أميركي، غير مسبوق، من الخطوة التي اعتبرتها سهماً مرتداً يلحق الضرر بكيان الاحتلال الصهيوني. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية في عددها الصادر اليوم الجمعة، إنه بعد اليأس الذي أصاب الساسة في أميركا والكيان الصهيوني بأنْ يفهم نتنياهو الرسائل التي وُجهت له بالعدول عن قراره وعدم إلقاء الخطاب في الكونغرس، باشر زعماء الحزب الديمقراطيّ ومنظمة "إيباك"، لجنة الشؤون العامة الأميركية الصهيونية، بتوجيه دعوات علنية لرئيس الوزراء الصهيوني بالتراجع عن خطابه، خشية أنْ يمس الخطاب بالعلاقات الإستراتيجية بين الولاياتالمتحدة الأميركية والكيان الصهيوني. وأضافت، أن ثلاثة أعضاء من الكونغرس الأميركي أعلنوا رسمياً عن مقاطعتهم الخطاب الذي سيُلقيه نتنياهو. واوضحت الصحيفة، ان قادة من ايباك، صرحوا بأنه من المفضل عدم حضور نتنياهو إلى واشنطن لإلقاء الخطاب، وعوضا عن ذلك بثه من تل أبيب عن طريق الفيديو كونفيرانس. وجاء دور نانسي بلوسي، زعيم الديمقراطيين في الكونغرس، والتي أعربت عن أملها في أن الخطاب لا يخرج إلى حيز التنفيذ، وقالت مع كل الاحترام لرئيس الوزراء، فإنني أفضل أن لا يتم الخطاب في الكونغرس. وأكدت في سياق حديثها على أنها حتى الآن لم تقرر بعد فيما إذا كانت ستقاطع الجلسة التي سيلقي فيها نتنياهو الخطاب. صحيفة هآرتس الصهيونية نقلت في عنوانها الرئيسي عن مسؤولين أميركيين وصفتهم بأنّهم رفيعو المستوى قولهم: إن نتنياهو لعب في السياسة على حساب العلاقات الإستراتيجية مع الولاياتالمتحدة، وأهان وزير الخارجية جون كيري. وأضافت أن الانتقاد الذي أوردته وسائل إعلام أميركية جاء على خلفية دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب في الكونغرس، موضحة أن مسؤولين كبارا هاجموا بشدة نتنياهو والسفير الصهيوني في واشنطن "رون ديرمر"، وحذروا من أنه ستكون لسلوك رئيس الوزراء ولانتهاك البروتوكول الدبلوماسي آثار بعيدة المدى من ناحية موقف الإدارة الأميركية من نتنياهو وحكومته. ورجح مراسل الصحيفة في واشنطن، حيمي شاليف، إضافة إلى الهجوم الإعلامي، انهيار دعم الديمقراطيين للحظر الجديد ضد إيران، وربما تأجيل المسيرة كلها على الأقل حتى أبريل القادم، أيْ بعد الانتخابات الصهيونية العامة المقرر إجراؤها في 17 من شهر مارس القادم. وأضاف أن عددا من نواب مجلس السينات وأعضاء الكونغرس لا ينتقدون بشكل عام تل ابيب، تمادوا هذه المرة واعترضوا على دعوة نتنياهو إلى الكونغرس في مثل هذا الوقت. في السياق ذاته، وصف السيناتور الديمقراطي "ديك ديربن" دعوة رئيس مجلس النواب الأميركي جون بينر لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتياهو لإلقاء كلمة أمام الكونغرس الأميركي بدون التشاور مع البيت الأبيض بالخطأ الفادح، مشيرا إلى أنه هو وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين يفكرون في مقاطعة خطاب رئيس الوزراء الصهيوني المقرر أن يلقيه بمقر مجلس النواب في الثالث من الشهر القادم. ومن جانبها، قالت السيناتور "دايان فينشتاين" أحد أبرز أعضاء لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ إنها لم تقرر بعد ما إذا كانت ستحضر خطاب نتنياهو بشأن إيران أمام أعضاء الكونغرس، غير أنها وصفت الخطاب بأن له أهداف سياسية ومحاولة لاستغلال الكونغرس الأميركي لخدمة حملة نتنياهو قبل أسبوعين من إجراء الانتخابات في "الكيان الصهيوني"، وأكدت على أن هذا ينتهك كافة البروتوكولات المعمول بها، معربة عن اعتقادها أن ذلك لن يساعد تل ابيب. وقال السيناتور "انجس كينج": إن هذه الخطوة غير مناسبة بالنسبة للولايات المتحدة أو "الكيان الصهيوني"، فيما أشار السيناتور كريس كوونز إلى أن أحد الركائز الأساسية للعلاقات بين الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني، هي أنها تعتمد على العلاقات الحزبية، مضيفا أن توقيت الخطاب هو أمر مثير للقلق. ودعا أعضاء مجلس النواب الديمقراطيون في رسالة قاموا بتوزيعها داخل الكونغرس إلى تأجيل خطاب نتنياهو إلى ما بعد إجراء الانتخابات في الكيان الاسرائيلي، بينما دعم الأعضاء الجمهوريون في رسالتهم قرار بينر بدعوة رئيس الوزراء الصهيوني. وعلى الرغم من حملة الانتقادات الواسعة لنتنياهو في الكيان الصهيوني وفي أميركا، إلا أن رئيس الوزراء الصهيوني ما زال مصرا على التوجه إلى واشنطن وإلقاء الخطاب في الكونغرس، وفي تعقيب رسمي أصدره ديوانه، ونقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" جاء: من واجب رئيس الوزراء أنْ يُحذّر من الخطر النووي الإيراني، الذي يُشكّل خطرا على الكيان الصهيوني، وعلى العالم برمته، على حد زعم البيان، الذي نفى في الوقت عينه أن يكون زعماء من "إيباك" قد مارسوا ضغوطًا على نتنياهو للتراجع عن قراره وعدم الوصول إلى واشنطن، علما أن الرئيس الأميركيّ، باراك أوباما، ونائبه جو بايدن، ووزير الخارجية جون كيري، لن يجتمعوا معه خلال الزيارة التي سيقوم بها.