أربعون يومًا مرت على تولي الباجي قائد السبسي رئاسة تونس، والأزمات تلاحق صناع القرار في قرطاج؛ فمن أزمة منح الثقة لحكومة الحبيب الصيد، إلى أزمة الحدود التونسية الليبية، في ولاية تطاوين في الجنوب، إثر مواجهات بين الأمن ومحتجين يطالبون بتوفير فرص عمل، أعقبها تواجد لقوات الجيش. وانتشر الجيش التونسي، في مدينة الذهيبة المحاذية للحدود الليبية جنوبتونس إثر مواجهات بين الأمن ومحتجين يطالبون السلطات بتوفير فرص عمل لهم. المراقبون رأوا أن تونس لن تستقر في الأيام المقبلة، موضحين أن صراعًا قادمًا بين المعارضة والحكومة، مشيرين إلى أن التعامل الأمني لصناع القرار في قرطاج مع المواطنين سيدفع ثمنه الوطن. ولاية تطاوين الخبير العسكري اللواء طلعت موسي قال إن الجيش التونسي لديه الخبرة علي تأمين حدوده ضد خطر الإرهاب القادم من ليبيا، وهو ما جعل الجيش ينزل إلي ولاية تطاوين لمقاومة من يريدون فتح حدوده مع ليبيا. وأوضح الخبير العسكري أنه رغم العقبات التي تواجه تونس إلا أن النظام الحاكم يريد تطبيق دولة القانون علي الجميع، قائلاً إن هناك هجمة أمريكية شرسة ضد الحدود العربية، لنشر الفوضى، وهو ما حدث في ولاية تطاوين بذهيبة تونس منذ أيام. حكم عسكري بدوره قال اللواء عبد الحميد السيد: إن النظام الحاكم في تونس الآن يريد تطبيق الحكم العسكري، وأن أية مواجهات ستقابل بالقوة، متوقعاً بصراع قادم بين الحكومة والمعارضة. وأشار: إلى أن التعامل الأمني لصناع القرار في قرطاج مع المواطنين سيدفع ثمنه الوطن، والشعب التونسي، قائلاً إن تكوين خلية أزمة لحل مشكلة ذهيبة تهدئة ليس أكثر. واندلعت الاحتجاجات في المدينة التابعة لولاية تطاوين في الجنوب من قبل المتظاهرين العاطلين الباحثين عن العمل للمطالبة بفتح المعبر الحدودي مع ليبيا في المدينة والذي يعد شريان الاقتصاد والتجارة في الجهة. تفريق الاحتجاجات وتدخلت قوات الأمن باستعمال الغاز المسيل للدموع بشكل مكثف لتفريق الاحتجاجات ما ولد حالات اختناق وزاد من حالة الاحتقان في الجهة. وانتشرت قوات الجيش الوطني التونسي، لحماية المنشآت العمومية في منطقة الذهيبة بولاية تطاوين، بعد انسحاب قوات الحرس الوطني، أمس، عقب مواجهات عنيفة مع محتجين أحرقوا مركز الحرس. ووفقا لوكالة تونس أفريقيا للأبناء "وات" فإن أحداث العنف التي اندلعت في المدينة، خلفت إصابات في صفوف الطرفين نقل على إثرها عدد منهم للمستشفى المحلي بذهيبة. الحرس الوطني وقال مسؤول طبي بالمستشفى إنه تم استقبال 5 إصابات في صفوف الحرس الوطني. وذكر موقع "حقائق أون لاين" ان قوات الجيش اكتفت بتأمين النقاط الحساسة في منطقة الذهيبة في تطاوين كالقباضة المالية، والمعتمدية، والبلدية. وعاشت المدينة مواجهات عنيفة بين مواطنين وقوات الحرس التي لجأت إلى استعمال الغاز المسيل للدموع. من جانبه أعلن الطيب المدني عضو مجلس نواب الشعب عن ولاية تطاوين حركة نداء تونس عن تكوين خلية أزمة للاهتمام بالوضع بمنطقة ذهيبة تتكون من مختلف مكونات المجتمع المدني، وسيعهد لها رفع مطالب أهالي المنطقة إلى مجلس وزاري يعقد لاحقاً. وأوضح المدني أنه سيتم اليوم الأحد عقد لقاء يجمع مختلف مكونات خلية الأزمة بمقر ولاية تطاوين وسيرفع مقرراته التي تهم أساساً رفع الرسوم المفروضة على دخول الليبيين إلى تونس والمقدر ب 30 ديناراً بما ييسر الحركة التجارية بين البلدين. واعتبر النائب أن هذه الخطوة تمثل بادرة حسن نية تجاه الأشقاء في ليبيا في انتظار أن تعقب بخطوة مماثلة من الجانب الليبي، وفقاً لوكالة تونس أفريقيا للأنباء. يذكر أن عدداً من شباب معتمدية ذهيبة نفذوا خلال الأسبوع الجاري احتجاجات بالطريق الرابطة بين الذهيبة والمعبر الحدودي "ذهيبة وازن" للمطالبة بالتشغيل والتنمية وبإعادة الحركة التجارية بين الجانبين التونسي والليبي إلى سالف نشاطها.