ضغوط مضادة ردت بها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الضغوط التي تعرضت لها للسماح لعناصر حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بالسفر لحضور مؤتمر حركتهم السادس بالضفة الغربية. وفي هذا السياق, طلبت حماس مقابل السماح لعناصر فتح بالسفر لبيت لحم، بضرورة إطلاق معتقليها السياسيين من سجون الأمن الفلسطيني بالضفة, إضافة لتوصيل حصة غزة من جوازات السفر المقطوعة منذ ما يقارب ثلاثة أعوام.
وقالت مصادر في حماس أن كل من مارس ضغوطا على الحركة لدفعها للتراجع عن قرارها خرج بقناعة واحدة وهي ضرورة الاستجابة لشروط الحركة وأن الاعتقال السياسي مشكلة تهدد المصالحة الوطنية بأكملها.
وأكد د.يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الحكومة الفلسطينية المنتخبة (المقالة) بغزة أن المسألة لا زالت عالقة وأن الجهود لم تتقدم "لأن أيا من الضاغطين لم يستطع الضغط على السلطة الفلسطينية لإطلاق معتقلي حماس بالضفة الغربية".
واتهم رزقة في حديث للصحفيين حكومة سلام فياض والأجهزة الأمنية التابعة لها في الضفة بالمسؤولية عن عدم توصل الجهود لحل مقبول يقضى بالسماح لعناصر فتح بمغادرة غزة، لكنه لم يعف حركة فتح من ذلك مؤكداً أنها تستطيع دفع حكومة فياض لإطلاق معتقلي حماس لكنها لم تقم بذلك.
واعتبر رزقة أن "تهرب فتح من الإفراج عن معتقلي حماس السياسيين بالضفة غير مقبول بالمطلق لأنها هي الحاضن الشرعي لحكومة فياض عبر الرئيس محمود عباس زعيم الحركة".
ونفى المستشار السياسي لرئيس الحكومة المقالة بغزة ممارسة أي من الأطراف لغة التهديد مع حماس لدفعها للتراجع عن موقفها الأخير، مؤكداً أن كل الأطراف العربية وغير العربية قدرت أهمية الاستجابة لطلب حماس الإفراج عن معتقليها السياسيين.
الضغوط المصرية وأشار رزقة إلى أن مصر "بذلت جهودا كبيرة لإقناع السلطة بإطلاق معتقلي حماس من سجونها، لكنها ووجهت بتعنت من السلطة وفتح لرفضهم الاستجابة لهذه الجهود، منوهاً إلى أن الجميع يريد حل المشكلة بالتوازن".
وأضاف "هم (الضاغطون) يرون أن مطالب حماس حقيقية وصحيحة حيث إن 1150 معتقلا في سجون الضفة، وهنا 470 يريدون المغادرة فلتحل الأولى حتى يتسنى حل الثانية وإنهاء الخلاف" متابعاً "كما أن مشكلة جوازات السفر كبيرة حيث أظهرنا لكل من اتصل بنا أن هذه مشاركة في الحصار وتشديد له".
ورفض رزقة القول بأن حماس تسعى لمصالح خاصة من خلال هذا الموقف، لكنه أوضح أنها تريد ترسية العلاقات السياسية والشراكة على أسسها السليمة، مؤكداً أن حماس تسعى لتصحيح مفهوم الشراكة لدى فتح التي قال إنها "ترغب في أخذ كل شيء دون أن تعطي الآخر أي شيء".
وربط المستشار السياسي لإسماعيل هنية مكسب حماس من القضية ب"الإفراج عن معتقليها ووقف الانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل أجهزة أمن السلطة".