تواصلت أعمال العنف والمواجهات المسلحة التي تدور بين الجيش وأفراد جماعة إسلامية توصف بالمتشددة لليوم الخامس على التوالي في شمالي نيجيريا التي بدأت يوم الأحد الماضي مخلفة حسب تقارير إعلامية ستمائة قتيل. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر الشرطة أن القوات الحكومية قصفت معاقل الإسلاميين المسلحين وقتلت العشرات بينهم نائب قائدهم.
وكان 43 شخصا قد قتلوا في مواجهات أمس بين الجيش وجماعة بوكو حرام، التي تسعى إلى توسيع تطبيق الشريعة الإسلامية في ولايات الشمال.
وتركز القتال في معاقل الجماعة التي ظهرت في 2002 في مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو، ويطلق عليها أحيانا المسؤولون اسم طالبان ويقولون إنها تريد فرض الشريعة في عموم نيجيريا.
وقال مراسلون إن الجيش النيجيري عزز قدراته البشرية واللوجستية بالمدينة بشروعه في استعمال أسلحة ثقيلة.
وأضاف أن القوات الحكومية بدأت باستهداف المراكز الرئيسية التي يتحصن بها أنصار زعيم الحركة محمد يوسف مشيرا إلى أنها تمكنت من تحرير مائة طفل وامرأة كانوا محتجزين في مجمع يقطن فيه يوسف قبل فراره.
ولم يعرف مصير يوسف، لكن الشرطة لم تستبعد أن يكون قتل في المعارك في وقت أشار فيه المراسلون إلى أن القوات الأمنية تقوم بتفتيش البيوت بحثا عن أنصاره (يوسف).
ولاحظ أن ذلك خلق صعوبة في التحرك بين المناطق التي يسيطر عليها أنصار الحركة وتلك التي تخضع للقوات الحكومية.
نزوح وفي المقابل يواصل مئات النيجيريين نزوحهم من مناطق العنف التي تشهدها الولايات الشمالية حيث أشار مسؤولو إغاثة إلى أن عددهم بلغ نحو أربعة آلاف.
وبدأت الاشتباكات الأحد في ولاية بوتشي بعد اعتقال أعضاء في الجماعة، وامتدت إلى ثلاث ولايات أخرى، وأُحرقت مراكز شرطة وكنائس وسجون.
ويقول مراقبون إن الهجمات أعد لها منذ شهور، فقد نفذت الشرطة مداهمات وعثر على متفجرات وأسلحة.
وتوعد الرئيس عمر موسى يارادوا ب"سحق" الجماعة، لكنه قال مساء الثلاثاء قبل أن يسافر إلى البرازيل إنه يريد أن يؤكد أن "هذا ليس صراعا دينيا، وطالبان ليست من بادر بمهاجمة قوات الأمن، بل يتعلق الأمر بعملية جاءت بناء على معلومات أمنية جمعناها عن نواياهم، لنشن هجوما كبيرا".
وتطبق 12 ولاية الشريعة في شمالي نيجيريا التي تندلع فيها دوريا مثل هذه الاشتباكات بسبب خلافات دينية وعرقية وبسبب الصراع على الأرض والماء.
وطلبت جمعية نصر الإسلام -أكبر المنظمات الإسلامية في نيجيريا- من كل المسلمين إدانة "هذه الأنشطة الإجرامية وتقديم أكبر دعم ممكن لقوات الأمن".
ويوجد في نيجيريا مائتا مجموعة عرقية يمثلون 140 مليون ساكن، يتركز مسلموهم في الشمال ومسيحيوهم ووثنيوهم في الجنوب.