تتصاعد وتيرة اعتداءات الاحتلال في القدسالمحتلة وانتهاكاته بحق سكانها حتى أصبحت روتينا يوميا ينغص حياتهم في ظل تجاهل سياسى وانسانى رسمي وإسلامي وعربي وعالمي واضح. وتتمثل الاعتداءات في هدم منازل السكان المقدسيين واعتقالهم وسحب هوياتهم وإغلاق محلاتهم التجارية وإبعادهم عنها وفي اقتحامات متكررة للمسجد الأقصى والاعتداء على المرابطين فيه بالضرب وجميعها تنفذ تحت مبررات واهية وزائفة. وقال النائب في المجلس التشريعي والمبعد عن مدينة القدس أحمد عطون أن ما يجري في مدينة القدس بحق المقدسات والمسجد الأقصى والإنسان حرب شاملة يشنّها الاحتلال على أهلنا في المدينة مشيرًا إلى أن ذلك يمثل معركة وجود نكون أو لا نكون في القدس. وبين "عطون" أن الاحتلال يسعى إلى تصفية قضية القدس وطمس معالمها وسلخها عن عمقها العربي والإسلامي والفلسطيني لأنه يعتبر ذلك ذروة نجاحه بعد فشله في كثير من القضايا الأمنية والسياسية والعسكرية خاصة وأن الحديث يدور عن عملية تنافسية انتخابية والكل يريد أن يحقق نجاحًا على حساب القدس مشددًا على أن الاحتلال يرتكب جريمة تطهير عرقي بحق الماضي والحاضر والمستقبل لمدينة القدس. وأشار إلى أن خطرًا كبيرًا يحدق بسكان القدس الذين يهدم الاحتلال منازلهم بعدم السماح لهم ببناء غيرها وترحيلهم قسرًا عن القدس بحيث يتم إخلاء مكانهم وإحلال مستوطنين فيه متسائلا ما قيمة الأرض والمقدسات إن لم يكن فيها إنسان يدافع عنها. وشدد على أن الاحتلال يسعى من خلال وتيرة الانتهاكات اليومية لتصبح القضية مألوفة ولترويض العقلية الفلسطينية والعربية والإسلامية على ذلك قائلاً: عندما كان يرفع شعار "القدس في خطر" كانت تهب العواصم العربية والقيادات والنخب والشعوب، لكن اليوم أصبح هذا الشعار كأنه روتيني جدًا ومألوف لديهم. وأضاف أن الوضع الطبيعي أن يتم تحرير مدينة القدس وأن تعود لحاضنتها العربية والإسلامية ووجود استراتيجية لذلك وإلى ذلك الوقت مطلوب من العالم العربي والإسلامي العمل على تعزيز صمود أهلنا في القدس موضحًا أن العالم قائم على منظومة تبادل المصالح ولو استغل العرب مصالحهم الكثيرة لكبح جماح الاحتلال ستتغير الخارطة بمدينة القدس. بدوره،أوضح الخبير في القانون الدولي الدكتور "حنا عيسى" أن الاعتداءات الواسعة التي يرتكبها الاحتلال بحق سكان مدينة القدسالمحتلة تندرج تحت مظلة جرائم ثلاث وهي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجريمة العدوان، كلها تلتف حول بعضها البعض لتشكل إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، أي الطرد الجماعي لهم. وذكر عيسى، سلسلة من الانتهاكات بحق الفلسطينيين في القدس, منها هدم المنازل وتدنيس المقدسات وسحب الهويات والاعتقالات والحصار وإغلاق المحلات وفرض الضرائب والحفريات وسحب إقامة المقدسيين وهدم منازلهم في آن واحد ومنع ترميم المنازل مشيرًا إلى أنها تأتي في إطار تهويد المدينة واستحداث طابع يهودي على حساب الطابع الإسلامي وطرد الهوية العربية الإسلامية. وقال "عيسى"سلطات الاحتلال تمارس الاضطهاد والتمييز العنصري بتقديم الخدمات النوعية في نصف القدسالغربية وعدم تقديمها في النصف الشرقي وفرض الضرائب كذلك بهدف إخلائها من سكانها وكل ذلك يأتي في إطار الحرب المبرمجة ضد الشعب العربي الفلسطيني في ارتكاب كافة الجرائم التي يمكن أن تذكر في نص المادة الخامسة من ميثاق روما. ومن أجل الوقوف في وجه الانتهاكات بحق القدس على الصعيد الفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي أكد أنه على الصعيد الدولي يجب أن يكون هناك قرار ملزم من مجلس الأمن يدعو الاحتلال للتوقف عن انتهاكاتها الجسيمة بحق المقدسيين الفلسطينيين وبحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدسالمحتلة مشددًا على أن ذلك هو الخيار الوحيد الذي يلجم الاحتلال وخلاف ذلك فالاحتلال لن تسمع أحدًا من فلسطينيين أو عرب أو مسلمين فهم أصلاً منشغلون بأزماتهم الداخلية.