أصبح حزب آفاق تونس الليبرالي ثالث حزب في تونس يرفض منح الثقة للحكومة الجديدة التي شكلها رئيس الوزراء المكلف الحبيب الصيد مما قد يجعلها تواجه رفضا أمام البرلمان. واختار الحبيب الصيد وهو مسؤول سابق عمل مع الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي تشكيلة حكومته التي تضم مستقلين وأعضاء من حزب نداء تونس والاتحاد الوطني الحر. وانضم آفاق تونس، الإثنين، الى حركة النهضة الاسلامية ثاني أكبر قوة برلمانية في البلاد (69 نائبا في البرلمان) والجبهة الشعبية ذي التوجهات اليسارية (15 نائبا في البرلمان) في رفض منح الثقة لحكومة الصيد. وكانت حركة النهضة أعلنت رفض منح الثقة احتجاجا على أن حكومة الصيد ليست حكومة وحدة وطنية مثلما طالبت به وتقطع مع نهج التوافق الذي سارت فيه تونس وفق تعبير قادتها. أما الجبهة الشعبية وهي حليف سابق لنداء تونس قالت إن الحكومة تضم وجوها من نظام بن علي وتحوم حولها شبهات فساد. وتأتي قرارات رفض التصويت على الحكومة عشية جلسة الثقة المقررة الثلاثاء، يضع الحكومة أمام مأزق، كونها تفتقد الأصوات ال109 المطلوبة لنيل الثقة في مجلس النواب. وقالت ريم محجوب القيادية بحزب آفاق تونس وله ثمانية مقاعد في البرلمان، الإثنين "لقد قررنا عدم منح الثقة لحكومة الصيد لأنها ليست حكومة إصلاح ولا تمثل الفائزين في الانتخابات البرلمانية". وحصل حزب نداء تونس العلماني على 86 مقعدا في البرلمان متقدما على خصمه الاسلامي حركة النهضة في أول انتخابات برلمانية حرة والتي جرت في اكتوبر تشرين الأول الماضي لتكمل آخر خطوات الانتقال الديمقراطي في تونس مهد انتفاضات "الربيع العربي". وتحتاج حكومة الصيد الى 109 أصوات في البرلمان من مجموع 217 نائبا وهو أمر صعب لأنه نظريا حزب النداء له 86 نائبا اضافة الى 16 نائبا لشريكه الاتحاد الوطني الحر. وسيكون فشل حكومة الصيد في نيل الثقة أمام البرلمان اول صفعة يتلقاها حزب نداء تونس الذي يضم في صفوفه مسؤولين عملوا مع بن علي.