محامي بدوي صاغ نفسه مؤيداً لحقوق المواطنة ومدعياً البراءة للمدون، فحكموا عليه ب15 سنة بتهمة التشهير أعلنت منظمة العفو الدولية أن «عملية الجلد المقررة لرائف بدوي أرجئت من يوم الجمعة بعد أن اعتبرت لجنة طبية أنه لا يمكنه تحمل الجلد لأسباب صحية» وقال سعيد بومدوحة، نائب المدير الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «بدلاً من الاستمرار في تعذيب رائف بدوي بفحص قدرته الصحية على تحمل عملية الجلد بشكل متكرر فعلى السلطات أن تعلن إنهاء عملية الجلد، وتطلق سراحه فورا دون قيد أو شرط». وانشغلت شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت العربية خلال الأيام القليلة الماضية بقضية المدون السعودي رائف بدوي المسجون والمحكوم بالجلد أيضاً عقاباً له على إبداء رأيه عبر شبكة الكترونية يديرها على الانترنت، فيما يبدو أن زوجته تواصل النشاط نيابة عنه على شبكات التواصل الاجتماعي، حسب ما رصدت «القدس العربي». وازدحم الانترنت بالمقالات والتقارير والتغريدات التي تتناول قضية بدوي الذي كان مقرراً جلده الجمعة قبل أن تقرر هيئة طبية تأجيل الجلد بسبب حالته الصحية. وكانت محكمة سعودية قضت في 7 أيار/مايو 2014 بسجن بدوي مؤسس الشبكة الليبرالية الحرة عشر سنوات وجلده 1000 جلده، إضافة إلى غرامة مالية قدرها مليون ريال (266 ألف دولار)؛ وذلك لإدانته بالإساءة للإسلام وإنشائه للشبكة الليبرالية، وأيدت محكمة الاستئناف الحكم في 1 أيلول/سبتمبر الماضي. ويعمل الحساب الخاص بالمدون والناشط رائف بدوي على شبكة «تويتر» بكامل نشاطه على مدار الساعة، رغم أنه في السجن، فيما يبدو أن زوجته السيدة إنصاف حيدر هي التي تدير الحساب بغيابه، بينما يتركز النشاط بشكل كامل على متابعة الفعاليات التضامنية المطالبة باطلاق سراحه في مختلف أنحاء العالم، وعرض البيانات التضامنية والمواقف المعتبرة. وبدت زوجة بدوي الأكثر نشاطاً في وسائل الإعلام من أجل الضغط على الحكومة السعودية حتى توقف العقوبة بحقه وتطلق سراحه، حيث تحدثت زوجته إلى العديد من وسائل الإعلام، ومن بينها جريدة «الغارديان» البريطانية، و»الاندبندنت» فضلاً عن أن صحيفة أمريكية كبرى نشرت افتتاحية تطالب المملكة باطلاق سراح بدوي ووقف جلده مستندة على معلومات أدلت بها زوجته التي غادرت المملكة وبدأت رحلة نضالها من الخارج. وازدحمت شبكة الانترنت بالآراء المختلفة والمتباينة المتعلقة ببدوي، فكتب الناشط السعودي محمد اليامي: «هل في قضة رائف بدوي ما يجعلها أكبر من إمكانيات المناصحة تأسياً بالطرق نفسها والفرص التي منحت لإرهابيين؟» في اشارة إلى أن المملكة أصدرت عفواً قبل ذلك عن إرهابيين تائبين، حيث يرى الناشط أن بدوي يظل أولى بالعفو والنصح من الإرهابيين الذين حملوا السلاح. أما الناشطة منى صفوان فكتبت على «تويتر»: «أنا لست شارلي، أنا رائف بدوي»، في إشارة بالغة الوضوح والدلالة على أن لدينا في العالم العربي من أصحاب الرأي من هم أولى بالتضامن من محرري صحيفة «شارلي ايبدو»، وفي مقدمتهم رائف بدوي الذي يقضي عقوبة بالسجن عشر سنوات بسبب آرائه ومواقفه وأنشطته على الانترنت. «أحرار الحجاز» ونشرت وكالة «أحرار الحجاز» السعودية المعارضة تقريراً على الانترنت وصفت فيه الوجبة الأولى من الجلد التي تعرض لها رائف بدوي يوم التاسع من كانون الثاني/يناير 2015، حيث قالت: «أوقفوا بدوي، مكبلاً بيديه وقدميه ووجهه إلى الحائط، وقام شرطي بجلده بأحزمة جلدية خمسين مرة على مدى ربع ساعة، ومنشور عن المحاكم تُلي بصوت عال: ألف جلدة، عشر سنوات سجن وغرامة ربع مليون دولار.. لا يزال بانتظاره 950 جلدة أخرى». الليبرالية والكفر وأضافت الوكالة السعودية المعارضة حسبما نشرت القدس العربي والتي تبث على الانترنت: «أُدين بدوي بنشر أفكار «الكفار» حين أصر على مطالبة السلطات بإدارة حوار ليبرالي «مثلما في الدول المتنورة» وتبني نماذج الديمقراطية وإطلاق العنان للنساء المظلومات في المملكة. لم تكن هناك محاكمة عادلة: محامي بدوي تلقى عقاباً أشد، بعد أن صاغ نفسه بحماسة مؤيداً حقوق المواطن ومدعياً البراءة التامة للمدون، حكموا عليه ب15 سنة سجنا بتهمة التشهير بالمؤسسة الدينية». وتداول السعوديون على نطاق واسع صوراً للسفير السعودي في باريس خلال مشاركته في مسيرة تدين الإرهاب وتدعم حرية الرأي والتعبير، وربطوا بين دعم السفير لحرية التعبير في فرنسا ونسيانه دعم حرية التعبير في بلاده. وكتبت فتاة تدعى لجين على تويتر مخاطبة رائف بدوي: «لن تحتفل اليوم بميلادك، لأننا نحتفل كل يوم بوجودك في هذا العالم.. لستَ وحدك يا صديقي».