قتل 16 شخصا واصيب ثلاثون على الاقل بجروح في جنوب اليمن خلال مواجهات بين القوات اليمنية ومسلحين مؤيدين لانفصال الجنوب، بحسب ما افاد مصدر قريب من قيادة 'الحراك الجنوبي' المطالب بالانفصال. واكد المصدر ان '16 شخصا قتلوا في المواجهات بينهم ستة من قوى الامن، كما اصيب ثلاثون بجروح بينهم عشرة من قوى الامن'. وافاد شهود عيان ان القتلى والجرحى سقطوا خلال اشتباكات وقعت بين القوات اليمنية ومسلحين بعد محاولة مؤيدي الانفصال التظاهر في مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين التي تبعد 50 كيلومترا شرق عدن، كبرى مدن الجنوب. وكان المتظاهرون يلبون دعوة للتظاهر من قبل الناشط الاسلامي الجهادي طارق الفضلي الذي يعد من اعيان المدينة وقد انضم اخيرا الى مؤيدي انفصال الجنوب. وفي ظل تدابير مشددة اتخذتها القوات الحكومية لمنع حصول التظاهرة، اطلق مسلحون مؤيدون للفضلي النار في اتجاه مركز الشرطة ومبان حكومية اخرى بحسب ما افاد مسؤول محلي. وردت القوات الحكومية بالرصاص الحي بهدف تفريق المتظاهرين بحسب الشهود الذين اشاروا خصوصا الى ان الجيش اطلق قذيفة اصابت منزل الفضلي في زنجبار مباشرة، ما ادى الى تصاعد الاشتباكات بين الطرفين. وذكر الشهود ان الهدوء عاد الى زنجبار بعدما توقف اطلاق النار، الا ان التوتر لا يزال يخيم على المدينة المطوقة والمعزولة عن الخارج. الى ذلك، ذكر شهود عيان ان مواجهات اخرى وقعت عندما حاول مسلحون من منطقة يافع الجبلية التي تقع على بعد اربعين كلم شمال زنجبار، الانضمام الى المسلحين التابعين للفضلي فاصطدموا بحواجز امنية عند مدخل المدينة. وتصاعدت حدة التوتر خلال الاشهر الماضية في جنوب اليمن مع تنظيم تظاهرات واندلاع اضطرابات وتصاعد النزعة الانفصالية وسط تشدد من السلطات. وقتل 22 شخصا على الاقل في هذه الاضطرابات، وترتفع هذه الحصيلة الى 38 قتيلا مع احتساب ضحايا الخميس. ويطالب قسم من المواطنين الجنوبيين بانفصال اليمن الجنوبي الذي توحد مع الشمال في 1990، اذ يعتبرون انهم يعانون من التمييز من جانب السلطة المركزية. من جهة اخرى حذر تقرير امريكي من ازمة خطيرة يواجهها اليمن تنذر بتحوله الى 'دولة فاشلة' يمكن ان تجعله 'أفغانستان التالية'، وقال التقرير الذي نشرته مؤسسة السلام للابحاث غير الحكومية بالتعاون مع مجلة 'فورين بوليسي' Foreign Policy التي تصدر في واشنطن 'ان عاصفة هوجاء حصادها الفشل تلوح الآن في أفق اليمن'، وينسب التقرير أسباب الأزمة الى 'اختفاء احتياطات النفط والماء ورهط من المهاجرين الذين يُشتبه بأن لبعضهم ارتباطات بتنظيم 'القاعدة'، يتدفقون على البلد من الصومال، الدولة الفاشلة على اعتابه، وحكومة ضعيفة تزداد عجزا عن تسيير الأمور'. وجاء في التقرير 'ان كثيرين قلقون من ان يكون اليمن افغانستان القادمة، فيخلق مشكلة عالمية مغلَّفة بدولة فاشلة'. قال التقرير في معرض تناوله اليمن 'ان اللاجئين والمتطرفين ربما كانوا أهم ما استورده اليمن في عام 2008. ويُعتقد ان ما يربو على 50 ألف مهاجر من الصومال عبروا خليج عدن بالزوارق الى اليمن العام الماضي. ورغم ان كثيرين غادروا للعمل في بلدان الخليج فان الوفا أكثر يرزحون في اليمن حيث يتمتعون بالقليل من الحقوق أو الحماية'. كما لاحظ التقرير 'ان السعوديين من اعضاء 'القاعدة' ايضا أخذوا يتدفقون على اليمن معتبرين ان الرئيس علي عبد الله صالح أضعف من ان يمنعهم من التنظيم والتدريب'. ونقل التقرير عن كريستوفر بوتشيك الخبير المختص بتنظيم 'القاعدة' في مؤسسة 'كارنيغي اندومنت' Carnegie Endowment للابحاث قوله 'ان الكل في العربية السعودية يعرف ان مَنْ يقع في مشكلة يذهب الى اليمن'. خلص التقرير الى القول: 'في يناير اعلن فرعا 'القاعدة' السعودي واليمني اندماجهما، وكان تمرد شيعي قرب حدودهم يشتعل ويخبو منذ عام 2004. في هذه الأثناء يعاني الاقتصاد اليمني ضائقة شديدة، وتعتمد الحكومة على احتياطات نفطية تنضب بوتائر متسارعة لتمويل 80 في المائة من ميزانيتها. ويدفع النمو السكاني معدلات البطالة الى مستويات جد عالية. ويتساءل كثيرون الى متى يستطيع البلد ان يبقى بالكاد واقفا على قدميه'.