تفاقمت الخلافات الداخلية داخل حزب "نداء تونس" بشأن إشراك حركة النهضة في الحكومة المرتقبة، وترتب على ذلك تأخير موعد إعلان رئيس الوزراء المكلف، الحبيب الصيد، تشكيلته الحكومية. وتحدثت مصادر في الحزب، الذي يهيمن على أغلبية مقاعد البرلمان التونسي "عن "خلافات عميقة" داخل "نداء تونس"، دفعت الحبيب الصيد إلى عقد جولة مشاورات جديدة. ومن أبرز تلك الخلافات بالإضافة إلى بند إشراك النهضة بالحكومة حسبما أضافت المصادر نفسها، قضية منع أعضاء مجلس النواب من تولي حقائب وزراية. وكانت حركة النهضة الاسلامية قد أكدت استعدادها للمشاركة بالحكومة، ورشحت عدة شخصيات منتمية للحركة أو مقربة منها لتولي حقائب وزارية، الأمر الذي يرفضه تقريبًا حلفاء حزب نداء تونس. فالجبهة الشعبية رهنت مشاركتها بالحكومة بعدم إشراك الوزراء السابقين في عهد "الترويكا" وأعضاء من النهضة، وتبدو غير معنية بالمشاركة في الحكومة لكنها تدرس إعطائها الثقة في البرلمان. أما أحزاب الاتحاد الوطني الحر وآفاق تونس والمبادرة فإنها تبدو متوافقة مع قيادة نداء تونس والرئيس التونسيين الباجي قائد السبسي، مما يشير إلى حتمية مشاركتها في الحكومة. و من المنتظر أن يعلن الحبيب الصيد عن التشكيلة النهائية الأربعاء، إلا أنه، وحسب المصادر، فإن الرجل سيعقد جولة أخرى من المباحثات مع كل الأحزاب المعنية، وذلك بطلب من قيادة نداء تونس.