في اواخر مارس 2005، خرج رئيس هيئة النزاهة التي شكلها بول بريمر الى وسائل الاعلام ، واعلن ان كبار المسؤولين في الحكومة سيعلنون عن ممتلكاتهم ، وقال راضي حمزة الراضي انه مصمم على القضاء على تقاضي العمولات والرشاوى والاختلاسات واسعة الانتشار ، ووصفت وكالة (رويترز) كلام الراضي بالصرامة ، وانه يتكلم بثقة عالية بالنفس ، وقال ان العراق الجديد ومفوضية النزاهة ، يقومان على اساس حكم القانون ، وان اي شخص يسيء استغلال السلطة والمال العام سيحاسب. هذا الكلام جاء مع بداية حكم الدكتور ابراهيم الجعفري ، حيث اطلقت الحكومة حينذاك حزمة واسعة من التصريحات والبيانات ، التي تحدثت عن عهد جديد وديمقراطية واسعة وشفافية لامثيل لها في العالم. في ابريل من عام 2007، وبينما كانت الدوائر الحكومية واقطاب العملية السياسية، يحتفلون بذكرى بداية حقبة الديمقراطية الجديدة في العراق بعد احتلاله من قبل الولاياتالمتحدة في التاسع من ابريل 2004، في مثل تلك الايام ، وتحديدا في ذات اليوم التاسع من ابريل 2007، قال راضي حمزة الراضي ، الذي اوردنا كلامه في بداية المقال مانصه ( وكان قد هرب الى الولاياتالمتحدة في تلك الاثناء) ، وجاء حديثه امام لجنة الرقابة والاصلاح في مجلس النواب الاميركي ، قال راضي حمزة الراضي رئيس هيئة النزاهة في العراق (لقد رفض رئيس الوزراء نوري المالكي وحكومته الاعتراف بلجنة النزاهة واستقلال القضاء ، وفق ماينص عليه القانون، وذلك من اجل اجراء تحقيق في ممارسات الفساد بعيدا عن التأثيرات الطائفية السياسية). خلص الراضي ، الذي تحدث بصرامة وقوة في السابق في حديثه امام الكونجرس الاميركي ، الا ان الفساد في العراق ، يزداد سواء بسبب استمرار النزاعات الطائفية وغياب حكم القانون في العراق. واهم جملة قالها رئيس لجنة النزاهة (ان رئيس الوزراء نوري المالكي يمنع التحقيق في قضايا الفساد). النائبة في البرلمان العراقي عالية نصيف قالت في تصريحات صحافية ان هناك قرارا من مجلس الوزراء (سري وشخصي) يمنع محاسبة الوزراء السابقين والحاليين ورؤساء الجمهورية. ان عمليات النهب الواسعة والخطيرة في العراق والتي تعد الاكبر عبر التاريخ ، حيث تم سرقة 350 مليار دولار خلال سنوات الاحتلال الماضية ، تكشف عن طبيعة الحكام الجدد في العراق ونوايا وحقيقة واهداف القائمين عليه، كما تعلن بشكل واضح وصريح عن واحدة من الاخطار المخيفة التي افرزتها العملية السياسية، التي وضعها المحتل الاميركي واعتمد المحاصصة الطائفية والعرقية اساسا لها، فسارت في دروب الهاوية والتردي، والضحايا العراق والعراقيون.