حذر وزير الخارجية الإيطالى باولو جينتيلونى اليوم الخميس مجددا من الخلط أو الربط بين الإسلام الحقيقى وبين الإرهاب. وأكد جينتيلونى فى تصريحات للتليفزيون الإيطالى صباح اليوم تعليقا على الهجوم ضد مجلة تشارلى إبدو الفرنسية أمس، والذى أسفر عن مقتل 12 شخصا، " أن عدم التدخل لن يحل المشكلة، لأننا أيضا متورطون ويربطنا جميعا هذا التهديد.. وعلينا التدخل بقوة ضد تنظيم الدولة الذى لا يزال يمتلك القدرات ويجذب الكثيرين.. ويجب التأكيد الدائم والمستمر ولفت الانتباه إلى عدم الخلط بين الإرهاب والإسلام من بأى شكل من الأشكال". من ناحية أخرى أفادت أنباء عن تنظيم تجمع يوم الأحد القادم بباريس لتأبين ضحايا حادث "صحيفة "شارلى إبدو" الذى اسفر عن مقتل 12 شخصا واصابة 11 آخرين جراء هجوم مسلح وقع أمس الأربعاء، على مقر الصحيفة وسط العاصمة الفرنسية. وذكر راديو "فرنسا الدولي" اليوم الخميس أن هذا التجمع كان مقررا له أن ينظم بعد غد السبت، إلا أنه تم تأجيله ليوم الأحد. كما دعت الاتحادات الاسلامية فى فرنسا الأئمة إلى ادانة العنف والإرهاب بكل حزم فى خطبة الجمعة غدا وذلك اثر الهجوم الدامى الذى استهدف أمس صحيفة "شارلى إبدو" الساخرة. كما حث المجلس الفرنسى للديانة الاسلامية-فى بيان له-مسلمى فرنسا على المشاركة بكثافة فى التجمع الوطنى المقرر يوم الأحد لشجب الارهاب والتضامن مع ضحايا الحادث. وقد دعت قيادات إسلامية -عقب مشاركتها اليوم بمسجد باريس الكبير فى دقيقة الحداد على ضحايا هجوم شارلى إبدو- المسلمين بفرنسا الذى يصل عددهم إلى نحو خمسة مليون للمشاركة فى هذا التجمع للتأكيد على رغبتهم فى التعايش السلمى وتمسكهم بقيم الجمهورية. من جانبه، اعرب رئيس المرصد الوطنى لمناهضة الاسلاموفوبيا بفرنسا عبد الله ذكرى عن تخوفه من وقوع اعمال معادية للمسلمين. كان العديد من المساجد قد تعرضت لإطلاق نار فى ليل الاربعاء إلى الخميس بمدينى "بورت لا نوفيل" بشمال فرنسا و"لى مانس" غرب البلاد، دون وقوع إصابات، بحسب وسائل الاعلام. كما وقع أيضاً انفجارا بمطعم بمنطقة "فيل فرانش" بالقرب من مسجد ولم يسفر ايضا عن إصابات، وقد هرعت سيارات الإسعاف ورجال الإطفاء إلى مكان الحادث، فى حين أغلق رجال الشرطة المنطقة بأكملها. وقال عمدة منطقة "فيل فرانش" حيث وقع الحادث: "لدى خوف من كون هذا الاعتداء مرتبط بالأحداث المؤسفة التى حدثت يوم أمس (الهجوم على صحيفة شارلى إيبدو)." من جهتها استنكرت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامى، بمكة المكرمة، الهجوم المسلح على مقر الصحيفة الفرنسية (شارلى إبدو) والذى أسفر عن عدد من القتلى والجرحى. وقال الأمين العام للرابطة الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركى إن هذا الإجرام يعده المسلمون فى داخل فرنسا وأوروبا، وفى مختلف أنحاء العالم الإسلامى، عملا إجراميا لا يمت بصلة للقيم والمبادئ التى جاء بها الإسلام. وأضاف أن الرابطة تلقت عدة اتصالات من مراكز وهيئات وجمعيات إسلامية، تستنكر هذا الفعل الشنيع، وتدينه وتؤكد براءة الإسلام والمسلمين منه، وتحذر من تبريره أو التعاطف مع أصحابه بأى شكل من الأشكال. وأكد أن الرابطة أصدرت العديد من البيانات بمناسبة أحداث مماثلة، عبرت فيها عن شجبها للإرهاب والممارسات الإرهابية، من أى شخص أو فئة، وبينت أن ما تتخذه من مواقف فى ذلك تستند فيه إلى محاربة الإسلام للعنف والإرهاب والتطرف الذى تتبناه بعض الفئات المنحرفة فى فكرها وسلوكها عن نهجه القويم وصراطه المستقيم. وطالب المجتمع الدولى بالتعاون فى محاربة الإرهاب واتخاذ الإجراءات التى تحول دون وقوعه، مبرزا جهود المملكة العربية السعودية فى محاربة الإرهاب. ودعا الأقليات المسلمة إلى احترام الأنظمة والقوانين فى الدول التى يعيشون فيها والعمل على ما يحقق الأمن والاستقرار فيها ويحاصر الإرهاب والتطرف وجماعته