حاصرت العاصفة الثلجية التي تضرب لبنان ودولا أخرى في المنطقة أكثر من 100 ألف لاجئ سوري من الذين يعيشون في مخيمات بشرق لبنان وأدت إلى وفاة4 بينهم عدد من الأطفال نتيجة الصقيع في تلك المخيمات . ويستقبل لبنان اكثر من 1,1 مليون سوري هربوا من الحرب الأهلية التي تشهدها سوريا منذ مارس 2011 والتي قتل بسببها أكثر من 200 ألف شخص بحسب أرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان. أما في الجانب اللبناني فتُعتبر "زينة"، العاصفة الحاملة على جناحيها رعدًا وبرقًا ومطرًا وثلجًا، ضيفًا لم يزر لبنان منذ أكثر من 3 سنوات؛ حيث شهدت المناطق الجبلية تساقطًا كثيفًا للثلوج أدى إلى قطع الطرقات كافة لأوقات طويلة، ما دفع وزير التربية اللبناني إلى تمديد قرار إغلاق المدارس حتى الخميس. اللبنانيون المغرمون بالضيف الأبيض يعتبرون أن زائرهم هذا العام بهذه الكثافة والشدة، بعد انقطاع طويل، سيكون "ذا فائدة" على الأرض والإنسان والبيئة. العديد من المناطق اللبنانية، ارتدت، الأربعاء، ثوبًا أبيضًا مميزًا مع اشتداد العاصفة "زينة" التي تضرب البلاد منذ ليلة، أمس، فيما غمرت مياه الأمطار التي تساقطت بغزارة، مناطق ساحلية أخرى. في المناطق الجبلية قطعت الطرقات بشكل شبه كامل؛ حيث منعت قوى الأمن الداخلي السيارات من السير إلا في حال جُهّزت بالسلاسل المعدنية (توضع على عجلات السيارة لمنعها من الانزلاق على الجليد). الضيف الأبيض، لامس المناطق التي تقع على ارتفاع 500 متر عن سطح البحر، الأمر الذي لاقاه الكثير من سكان هذه المناطق بالغرابة والترحيب. لواء أسامة، (موظف بأحد المصارف، في الأربعينيات من عمره)، قال إن هذه العاصفة "لم نشهدها في لبنان منذ عدة أعوام"، معتبرًا أن ما تحمله من أمطار وثلوج "سيكون خيرًا للأرض والإنسان"، في إشارة إلى أن هذه العاصفة ستعود بنفع اقتصادي على مراكز التزلج التي يتوقع أن تشهد جذبًا قويًّا لمحبي التزلج اللبنانيين والعرب والأجانب، بينما يستفيد المزارعون من مياهها. من جانبه، قال هيثم نعيم (32 عامًا، صاحب مكتب لتأجير السيارات) إن العاصفة "أتت في وقتها المناسب"، مشيرًا إلى أنها مفيدة ل"الأرض والبيئة والأطفال" الذين يحبون اللهو بالثلوج. ولفت لوكالة "الأناضول" الى أن لبنان عامة والمناطق الجبلية خاصة "لم تشهد مثل هذه العاصفة وتساقط كمية الثلوج". أما نادر شوكت (37 عامًا، موظف بأحد المؤسسات الحكومية)، فلفت إلى أن كمية الثلوج التي تساقطت خلال هذه العاصفة "ممتازة"، مشيرًا إلى أنها "أغلقت الطرقات لفترة زمنية هي الأطول منذ سنوات؛ حيث أن الطريق لاتزال مقطوعة منذ ليلة أمس بسبب تراكم الثلوج". وقال شوكت ل"الأناضول" إن مثل هذه العاصفة "لم تزر لبنان منذ أكثر من 3 سنوات". يشار إلى أن العاصفة ألحقت أضرارًا كبيرة بالمزروعات والخيم البلاستيكية في مناطق البقاع، شرقي لبنان، وصور في جنوبه، مع ارتفاع أمواج البحر في المناطق الساحلية، حيث وصلت إلى حوالي 3 أمتار. وتسبب البرد القارص والرياح العاتية في بلدة عمار البيكات في محافظة عكار، شمالي البلاد، بنفوق ما يزيد على 15 ألفًا من طيور الدجاج في مزرعتين، إضافة لنفوق أكثر من 30 رأس غنم بعدما ضربت صاعقة مزرعة بمنطقة عدوة في مدينة زغرتا (شمال). وكان وزير التربية اللبناني إلياس بو صعب، أصدر، أمس الثلاثاء، قرارًا بإغلاق المدارس الخاصة والرسمية والمهنية اليوم؛ بسبب العاصفة، ليعود اليوم ويمدد القرار حتى غد الخميس. كما أدت العاصفة إلى وفاة طفلة سورية، ليلة أمس، في أحد مخيمات اللجوء في البقاع، وثلاثة أشخاص بينهم طفل، اليوم، في منطقة الرشاحة في منطقة شبعا الحدودية (جنوب شرق البلاد)، وفق مصادر طبية. من ناحيتها، توقعت مصلحة الأرصاد الجوية اللبنانية أن يكون طقس الخميس غائمًا مع أمطار متفرقة ورياحًا ناشطة ودرجات حرارة متدنية؛ حيث تتساقط الثلوج على ارتفاع 500 متر وما دون ذلك في المناطق الشمالية. وحذرت المصلحة من تكوّن الجليد على المرتفعات التي تعلو عن ال500 متر، مشيرة إلى أن حدة العاصفة ستخف ظهر الخميس.