( )هذه منطقتي، لا أستطيع الكف عن البكاء، قد أموت الليلة)، تغريدة دونتّها الفتاة الفلسطينية "فرح بكر" خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، على قطاع غزة، والتي انتهت بعد 51 يوما، جعلتها هي وتغريدات أخرى، تتصدر مؤخرا قائمة الأشخاص الأكثر تأثيرا في عام 2014، حسب مجلة أمريكية شهيرة. ولا تزال بكر زرقاء العينيْن والبالغة من العمر 16 عاما تذكر جيدا، كيف دونتّ تلك التغريدة السابقة على حسابها الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بسرعة، وقلق. ولا تزال "بكر" زرقاء العينيْن، البالغة من العمر 16 عاما تذكر جيدا، كيف دونتّ التغريدة على حسابها الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بسرعة، وقلق. ففي مساء الثامن والعشرين، من شهر يوليو، ومع اشتداد القصف الإسرائيلي، على قطاع غزة، هز انفجار ضخم الشارع الذي تقطنه بكر (قرب مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة)، وسارعت على الفور بهاتفها الذكي لالتقاط صورة الدخان الكثيف، والدمار الهائل. يومها، ترتجف خوفا، إلا أنّها أصرّت على مواصلة التغريد، على تويتر، لوصف حياة مواطني غزة خلال الحرب الإسرائيلية. وطيلة أيام الحرب، لم تتوقف بكر، عن التغريد، باللغة الإنجليزية، وهو ما دفع آلاف المتابعين حول العالم، للتفاعل مع ما تكتبه، وإبداء التعاطف معها. ووردت "بكر"، ضد قائمة أكثر الأشخاص تأثيرا في عام 2014، الحالي، وفق تصنيف لمجلة "فورن بوليسي" الأمريكية الشهيرة. وترى "بكر"، في هذا التصنيف، فوزا لصوت غزة، ولصغارها الذين يريدون العيش بأمن وسلام. وتُضيف:" أشعر بالسعادة، لأن رسالتي وصلت، هذا التصنيف أكد لي أن استطعت النجاح، إسرائيل كانت تصورنا على أننا إرهابيين، وقتلة، وكل ما أردته أن أخبر العالم أننا نريد الحياة، وأن إسرائيل من تقتلنا". وذكرت المجلة الشهيرة، والتي ترصد الشخصيات الأكثر تأثيرا ونفوذا ومالا أيضا، أن الشابة الفلسطينية فرح بكر من الأشخاص الأكثر تأثيرا في العالم، حيث لها عشرات آلاف المتابعين على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". وتقول بكر وهي تستعد لتدوين تغريدة جديدة، من هاتفها المحمول، إنّها ترى في ما تكتبه رسالة لإيصال صوت معاناة غزة. وتستدرك:" أنا لا أقصد الشهرة، ولا الانتشار، أذكر أني كتبت عشرات التغريدات، وأنا أبكي، خوفا، وأتخيل أنني سأموت في أي لحظة، أردت فقط أن أخبر العالم أننا نريد أن نعيش كباقي البشر، بلا خوف ولا موت". ووثّقت "فرح"، تغريداتها عن الحرب بآلاف الصور، ومقاطع الفيديو، ووصف الحياة تحت نيران القذائف والقصف اليومي. وتُضيف:" أردت أن يتعاطف العالم معنا، وأن يجبروا إسرائيل على وقف حربها، في تغريداتي نقلت التفاصيل الإنسانية، لم أكن أهتم بمشهد الدماء، والأعداد الكبيرة للقتلى، أردت أن أكتب عن طفل مات وهو يتناول فطوره، أدون كلماتي ببساطة". وتتمنى فرح، أن تكتب عن غزة وهي تعيش حياة طبيعية، وأن تدون:" هنا لا توجد حروب، ولا قصف، وينام الأطفال وهم يبتسمون". وشنت إسرائيل، في السابع من يوليو/ تموز الماضي حربا على قطاع غزة استمرت 51 يوماً، وأسفرت عن مقتل ألفي فلسطيني بينهم أكثر من 570 طفلاً بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. كما وتسببت الحرب بإصابة 11 ألف فلسطيني، بينهم 3 آلاف طفل تقول منظمات حقوقية إن بينهم ألف باتوا في إعاقة دائمة. وحذرت، تقارير أممية، من مستقبل قاتم ينتظر 400 ألف طفل (في غزة) أصيبوا بصدمة، جراء الحرب الإسرائيلية.