باختصار شديد نشرح تاريخ العقيدة الالهية فبعد عصر إبراهيم عليه السلام الذي أدرك التوحيد انقلب الحال إلى الوثنية البابلية وهنا اقفز بالتاريخ لأصل إلى ظهور أول ديانة تنادى بالتوحيد وهى اليهودية وكان في عهد موسى باسم الاله يهوذا ثم تحولت إلى عبادة الأوثان مثل جميع الدول البابلية، ثم جاءت المسيحية التي تؤمن بالإله الواحد (بأيقونات ثلاث) الابن والأب والروح القدس ثم جاء الإسلام ليؤمن باله واحد لا شريك له وقد ظهر الكثير من الآراء والفلسفات ان من هؤلاء بعض الفلاسفة الذين آمنوا بالتوحيد ابتداءاً من المدرسة الاثنية - مدرسة سقراط وأفلاطون وأرسطو - واستمر ذلك الجدل ومنهم الفلاسفة والعلماء ديكارت صاحب القول "انا افكر انا موجود" وسينوزا وليبتنز وهيوم وريد وهيجل ونيوتن وادينجتون والسير اوليفرلودج وموريسون والدكتور مصطفى محمود الخ..، وفى كتابه الرائع "الله" للعقاد وهو كتاب فى نشأة العقيدة الإلهية وينتهي فى فصله الأخير إلى براهين وجود الله، فى هذا الكتاب وغيره الرد على أسئلة الملحدين مثل من خلق الله ؟ ولماذا يوجد الشر في الأرض؟ الخ . الملحدون والفضائيات مؤخراً ظهر بعض الملحدين يدافعون ويروجون لأفكارهم في المحطات الفضائية "وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ." ( الجاثية: 24) وقام بعض المسئولين بالرد عليهم حينما كنت طالباً في كلية الهندسة في أواخر الأربعينات، كان الإلحاد موجوداً بشكل مؤثر وخصوصاً بين الطلبة والمنتمين إلى الشيوعية ولكن بمرور الزمن اضمحلت هذه الدعوة بانهيار الشيوعية في روسيا. إن وفكرة الإلحاد انتشرت بعد الثورة الفرنسية والتي كانت تدعو "اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس" نتيجة انحراف كثير من الملوك ورجال الدين!!، أعود فأقول إن ظهور بعض الملحدين – وهم قلة- ذوى صوت عال، في إحصائية لمستشار وزارة الأوقاف أنهم 886 فرداً في مصر (لا اعرف كيف تم حصر ذلك) إن نسبتهم مهما زادت إلى تعداد السكان فهي تساوى صفراًً كبيرا الأديان والإلحاد لقد آليت على نفسي دراسة الأديان والإلحاد والموضوع جد لا يحتمل الهزل فهو عن حياة أبدية بعد الموت !! وقرأت عشرات الكتب فى هذا المجال وأود أن اذكر حالات ممن اسلموا وقرأت لهم مثل العالم الفرنسي موريس بوكاى والعالم روجيه جارودى الفرنسي ومراد هوفمان الالمانى ومحمد أسد اليهودي الأصل وغيرهم الكثيرون، وكذلك قرأت عن الأديان الأخرى وهنا أتكلم عن واحدة فقط من المعجزات العلمية في القرآن وهى عن نشأة الكون، أن نشأة الكون كما جاء في العهد القديم "فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا. وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِل. وبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا" (سفر التكوين 2: 1-3). ومما يذكر أن مصر في حرب أكتوبر 73 استغلت ذلك اليوم (يوم كيبور) حيث تقف الحياة في إسرائيل. أما فى القرآن وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ . ( سورة ق -38) المسلمون الأوائل ..والتفسيرات العلمية ان من يقرأ القرآن وأنا أتحدث في ذلك كمسلم ليتولاه العجب من هذه التفسيرات العلمية وهى كثيرة ولم يكن لها تفسير واضح وقت ما أنزلت، كيف كان المسلمون الأوائل يفسرون تلك الآيات التي ثبت إنها حقيقة علمية مؤخراً وأنا هنا اشرح ما كانوا يقولون عنه فمثلاً فقد كانت فكرة أن الأرض هى المركز للكون واستمرت سائدة منذ عهد بطليموس في القرن الثاني قبل الميلاد والذي استمرت تحظى بالتأكيد فى القرن السادس عشر حتى قوبرنيك (Copernic) واستمرت هذه الفكرة سائدة حتى نزول القرآن ولكن لم تظهر هذه الفكرة فى اى موضع في القرآن، ولكن كيف قابل الفقهاء ذلك فيقول المفسر الطبري في القرن العاشر"ونسكت عما لا علم لنا فيه" (تفسير الطوبرى الجزء 17 صفحات 15، 16) واستمراراً لشرح هذه المعجزة العلمية "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" (القمر:49) وهو لم يخلق بالطبع مصادفة أو عشوائياً: · " يوم نطوى السماء كطى السجل للكتب كما بدأنا اول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين " ( الانيياء 104 ) · " الم تران الله خلق السماوات والارض بالحق إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز" ( إبراهيم الآية 18 – 19 ) · " ما خلقنا السماوات والارض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى " ( الاحقاف 3 ) · " الله يبدأ الخلق ثم يعيده ثم اليه ترجعون " ( الروم 11 ) · " وهو الذى يبدأ الخلق ثم يعيده " ( الروم 27 ) الكون ..والانفجار العظيم عندما قرأت هذه الآيات البينات تذكرت الآية الرائعة " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب اقفالها " (محمد 24 ) إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ . (فاطر:28) " وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً" (سورة الاسراء: 85) يثبت العلم ثبوتاً مؤكداً قصة ابتداء الكون بالانفجار العظيم وهو ما جاء بالقرآن العظيم " الم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقاً ففتقناهما " ( الأنبياء 30 ) وكان هذا الانفجار العظيم منذ 12.8 مليار سنة (تم قياسه بالإشعاعات الكونية) ان الكون الكبير الذى نعيش فيه والموجود فى السماء يسير إلى اتساع سريع “ والسماء بنيناها باييد وانا لموسعون " ( الداريات 30) كما أمكن قياس سرعة اتساع الكون تحديداً دقيقاً. (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (يس - 36) وهى من الحقائق العلمية التي اكتشفت مؤخراً (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى)) الرعد : 2) ان الله الواحد الصمد الابدى صانع هذا الكون الفانى , والذى يسطر فى هذه الايات انه سيطوى الكون الذى نعيش فيه كما ستطوى الكتب , وليبدأ خلقاً جديد وكوناً جديداً ومن الواضح انه سيبدأ خلقاً جديداً ( لا بشراً جديداً ). معجزات خاصة ومن المعجزات الخاصة بالكون" يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ. (الرحمن :33) ان الله يعلم بمحاولات الانسان اختراق الفضاء ان معجزة القرآن الكبرى على مر الزمن هى الإعجاز اللغوي والتي تحدث عنها الرسول الأُمى ويتحدى بها العالم "قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا" (الإسراء: 88) ولكن هذه المعجزات العلمية الكبيرة التي ثبتت موائمة لما جاء فى القرآن منذ ما يزيد عن أربعة عشر قرناً ما هى الا اضافة. أن هؤلاء الملحدون إما ذوى ثقافة ضئيلة ولا ينظرون الا بعين واحدة ليقولوا " انا هنا"