تعاني المرأة الموريتانية من جريمة الاغتصاب المنتشرة في البلاد مرتين؛ ففي المرة الأولى هي ضحية للتعامل مع حيوانات بشرية توحشت لانعدام الأمن، وفي المرة الثانية بسبب العادات والتقاليد فرغم تفاقم المشكلة إلا أن الدراسات تشير إلى أن 90 % من السيدات اللاتي تعرضن للاغتصاب لا يبحن بهذا السر. وتظل ظاهرة الاغتصاب الجنسي، على رغم تفاقمها محاطة بكثير من الكتمان والسرية في موريتانيا؛ حيث لا تتيح العادات والتقاليد الحديث عنها، خوفا من الفضيحة والنبذ الاجتماعي. وهزت العاصمة الموريتانية نواكشوط قبل أيام جريمة بشعة حيث أقدم أربعة شبان على اغتصاب فتاة في العاشرة من عمرها وحرقها بعد الاغتصاب حتى الموت في مقاطعة عرفات بالعاصمة نواكشوط. وندَّد عدد من الموريتانيين بما أسموه تزايد وتيرة جريمة الاغتصاب وانعدام الأمن في العاصمة نواكشوط، مطالبين بضرورة التصدي الأمني للجريمة بشكل عام وتفعيل المدونة الجنائية في موريتانيا. وتجمهر المئات من الموريتانيين عند أكبر ملتقى طرق بالعاصمة نواكشوط مطالبين بوقف جريمة الاغتصاب وضرورة انزال أقسى العقوبات بحق مرتكبي الجريمة التي تعد من أقسى الجرائم وأكثرها تأثيرًا على المجني في المجتمع الموريتاني التقليدي الذي ينظر إلى المغتصبة نظرة ناقصة". ورفع المتظاهرون ومن ضمنهم نشطاء حقوقيين وشخصيات سياسية ونقابية إضافة إلى أفراد من أسرة الضحية الأخيرة الطفلة زينب عددا من صور ضحايا الاغتصاب بموريتانيا. فيما نددت الجالية الموريتانية في كندا بجريمة القتل والاغتصاب التي تعرضت لها الطفلة "زينب" في مقاطعة عرفات خلال الأيام الماضية، وأعلنت نيتها تنظيم مسيرة في مونتريال للتنديد بالاغتصاب المنتشر في موريتانيا.ِْ ووصف المكتب التنفيذي للجالية ما تعرضت له الطفلة بأنه "جريمة بشعة"، معربًا عن تنديده الشديد بغيرها من "جرائم الاغتصاب المتكررة والتي جرفت فلذات القلوب وأدمعت العيون".