أكدت صحيفة بريطانية أن المخابرات المركزية الأمريكية "سي أي أيه" استطاعت شراء سكوت دول الاتحاد الأوروبي، على رحلات نقل السجناء المتهمين بالإرهاب عبر مطاراتها فيما عرف بالسجون السرية الأمريكية، في بعض دول العالم. وقالت صحيفة /الجارديان/ في عددها الصادر يوم الخميس (26/10) إن "سي أي أيه" اشترت سكوت الاتحاد الأوروبي عن رحلات التعذيب، بعد أن أقنعت ألمانيا بإسكات احتجاجات الاتحاد الأوروبي على رحلات التعذيب، مقابل تمهيد الطريق لمقابلة سجين يحمل الجنسية الألمانية، معتقل في المغرب. ونسبت الصحيفة هذه المعلومات إلى تقرير سري. ويذهب التقرير إلى القول إنه بمجرد أن عرضت "سي اي ايه" الصفقة على ألمانيا بدأت دول الاتحاد الأوروبي بالتقليل من أهمية رحلات التعذيب. وكانت الصحيفة قد أشارت في عدد سابق لها إلى أن الحكومة البريطانية قامت بمحاولات سرية لمنع النواب البرلمانيين من اكتشاف المعلومات، التي بحوزتها حول الرحلات الجوية التي تنقل على متنها وكالة المخابرات الأمريكية المتهمين بالإرهاب، ليتم استجوابهم في بلدان أخرى. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة أقرت بطريقة غير علنية أن أشخاصا اعتقلوا على يد القوات البريطانية، قد يكونوا أرسلوا بطريقة غير شرعية إلى مراكز أمريكية للاستجواب، مما يعرضهم للتعذيب. ونشرت الصحيفة وثيقة تؤكد أن الحكومة كانت على علم بمراكز الاستجواب السرية، رغم نفي الوزراء، كما جاء فيها اعتراف بكون الحكومة لا تعلم إن كان المشتبهون المعتقلون من طرف القوات البريطانية يرسلون إلى تلك المراكز السرية أم لا. يذكر أن منظمة العفو الدولية كانت قد اتهمت الولاياتالمتحدة باستخدام شركات واجهة لنقل الأشخاص المعتقلين أو المخطوفين في رحلات جوية إلى مراكز سرية، أو تسليمهم إلى دول تعرضوا فيها للتعذيب وإساءة المعاملة. ووصفت المنظمة في تقرير لها تحت عنوان "تحت الرادار: رحلات التعذيب والاختفاء السرية"، كيف تقوم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سى آى إيه" باستخدام طائرات خاصة، أو شركات واجهة للحفاظ على سرية ما صار يعرف ب"رحلات التسليم". وقال تقرير المنظمة إن "سى آى إيه"، قد "استغلت الممارسات المتبعة في الملاحة الجوية، والتي تشترط الإعلان عن رحلاتها إلى سلطات الملاحة الجوية، لإخفاء طبيعة المهام التي تقوم بها". كما ذكر عددا من المواقع التى حطت بها وأقلعت منها رحلات التسليم، ولائحة بأسماء شركات خطوط جوية خاصة، قال إنها "حصلت على إذن للهبوط في القواعد العسكرية الأمريكية عبر العالم". وقال التقرير إن المنظمة سجّلت نحو 1000 رحلة مرتبطة مباشرة ب"سي آي إيه"، استخدمت غالبيتها المجال الجوى الأوروبي، واستخدمتها وكالة الاستخبارات الأمريكية عبر شركات واجهة، فضلا عن 600 رحلة أخرى قامت بها طائرات تأكد أن "سي أي إيه" استخدمتها بشكل مؤقت على الأقل.