تتواصل المعارك الطاحنة في الصومال وسط تقدم قوات المتمردين الإسلاميين باتجاه القصر الرئاسي في مقديشو. من جهتها طالبت إثيوبيا بتفويض دولي لدخول قواتها إلى الصومال، بعد دعوة رئيس البرلمان الصومالي دول الجوار لإنقاذ الحكومة المؤقتة من السقوط.
وكانت قوة من الجيش الإثيوبي عبرت يوم السبت 20 يونيو/ حزيران الحدود الصومالية باتجاه مدينة بلدوين. وذلك بعد ان دعا رئيس البرلمان الصومالي شيخ آدم محمد نور دول الجوار إلى إرسال قواتها إلى بلاده في الساعات الاربع والعشرين القادمة، مؤكدا عجز الحكومة الصومالية عن وقف زحف المتمردين.
وأعلنت الحكومة الصومالية الانتقالية حالة الطوارىء في البلاد عقب دعوة رئيس البرلمان هذه ، بعد أن أعلنت حركة الشباب المجاهدين المتمردة في الصومال سيطرتها على مناطق في شمال العاصمة مقديشو خلال معارك لا تزال متواصلة مع القوات الحكومية.
وقد فقدت الحكومة الانتقالية الصومالية في المواجهات الأخيرة مواقع عدة في العاصمة مقديشو، وفي عدد من محافظات جنوب ووسط البلاد. كما فقدت 3 شخصيات بارزة من أركان النظام هم وزير الأمن القومي ورئيس شرطة العاصمة ونائب في البرلمان الانتقالي كان أمير حرب سابق.
وتركز الحكومة الصومالية منذ الشهر الماضي على كسر شوكة معارضيها من حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي، إلا ان المواجهات الضارية أدت إلى نتائج كارثية وضعت اشارة استفهام على مستقبل الحكومة ذاته.
هذه التطورات بالإضافة إلى ازدياد العنف والفوضى ونزوح الآلاف من مناطق القتال ترجح من احتمالات تدخل أطراف خارجية في الصراع الدموي الداخلي. أما القوة الوحيدة القادرة على مواجهة حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي فهي قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي التي تقوم بحراسة القصر الرئاسي والميناء والمطار. إلا أن تدخلها في القتال الدائر احتمال بعيد، إلا إذا تم استهدافها واستدراجها إلى الحرب.
وان صدقت هذه الاحتمالات فانها ستفضي جميعها إلى مزيد من اراقة الدماء في الصومال، طالما أن أهل البيت الواحد عاجزون عن اسكات لغة الرصاص والتحول إلى الحوار كوسيلة بديلة للسلاح لحل خلافاتهم.
وقال المحلل السياسي يوسف غابوبي من شمال الصومال " ان الحكومة الصومالية الحالية مائلة الى السقوط. وأشار الى أنه لا توجد حتى الآن دلائل على دخول القوات الاثيوبية الى الاراضي الصومالية، لكنه لم يستبعد تدخلا إثيوبيا في الوضع الصومالي في المستقبل القريب.
مارغيلوف يعرب عن قلقه من أعمال العنف في الصومال
أعرب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي ميخائيل مارغيلوف في مؤتمر صحفي عن قلقه من تصعيد حركة الشباب المجاهدين لأعمال العنف في الصومال.
ورأى مارغيلوف أن على المجتمع الدولي أن يولي الاهتمام لقضية محاربة القرصنة قبالة السواحل الصومالية من دون إهمال الوضع المأساوي الذي يعيشه الصومال في ظل تصاعد أعمال العنف في البلاد.
وفي تعليقه على دعوة رئيس البرلمان الصومالي دول الجوار إلى إرسال قواتها لمساعدة الحكومة الصومالية، أشار مارغيلوف إلى أن دولتين فقط بإمكانهما تقديم المساعدة هما أثيوبيا واليمن.