قتل 400 فرد من الجيش الشعبي السوداني بعدما أغَارت ميليشيات الجيش الأبيض التابع لقبيلة النوير (الجكنج)، عَلَى قوات الجيش الحكومي المكلفة بحراسة قافلة إغاثة تابعة للأمم المتحدة. وكانت قوات الجيش مكلفة بحراسة قافلة إغاثة قادمة من ملكال لإغاثة مُتضرري المعارك القبلية التي وقعت بين قبيلتي اللاونوير والمورلي الشهر الماضي. وبحسب المصادر فقد بلغت خسائر الجيش الشعبي في الحادث الذي وقع بمناطق الناصر كتيبة مكوّنة من '400' فرد تمت إبادتها، فيما اعتبر العقيد بول كونق قائد الكتيبة في عداد المفقودين، وتم إخلاء جَرحى الجيش الشعبي إلى مستشفى الناصر لتلقي العلاج. وقالت المصادر: إنّ قوات الجيش الأبيض قامت بهجوم آخر على قيادة الجيش الشعبي في منطقة 'كيت بيت'، فيما شَرَعَ قائد منطقة أعالي النيل العسكرية التابع للجيش الشعبي في تحريك كتائب من مناطق ملكال وفقاق وخور فلوس والرنك. وأوضح ريك فول سكرتير والي أعالي النيل في تصريح للمركز السوداني للخدمات الصحافية أن حكومة الولاية شَكّلت لجنة تقصي حقائق برئاسة كويت كان وزير البنى التحتية الذي وصل إلى مدينة الناصر وقال: إنّ الجيش الشعبي نَفَى صلته بأسلحة وذخائر وجدت ضمن مواد إغاثة كان يحرسها تَتبَع للأمم المتحدة كانت على متن 21 قاربًا، مؤكدًا أنّ حكومة الولاية قامت بمخاطبة الأممالمتحدة لشرح أسباب وجود أسلحة ضمن مواد إغاثة تتبع لها. ويرى محللون أن ارتفاع وتيرة العنف القبلي يهدد السلام الهش الذي تحقق بعد اتفاق السلام عام 2005 الذي أنهى الحربا الأهلية بين الشمال والجنوب. ووعد اتفاق السلام الشامل الذي وقع عام 2005 بانتخابات عامة عام 2010 واستفتاء بشأن مصير الجنوب عام 2011. لكن كثيرا من سكان الجنوب ساخطون بسبب نقص التنمية والركود في اقتصاد الإقليم القائم على استخراج النفط. هجوم هو الأول من نوعه: من ناحية أخرى، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة: إن بعض أفراد قبيلة جيكاني نوير فتحوا النار يوم الجمعة الماضي على قافلة تضم 27 قاربًا محملاً بمساعدات إغاثة في طريقها إلى منطقة تسيطر عليها قبيلة لو نوير المنافسة. وقتل مئات الأشخاص ونزح أكثر من 135 ألف شخص عن مساكنهم في جنوب السودان عام 2009 في موجة من العنف القبلي الذي يرجع أصلاً إلى نزاعات طال عليها الأمد حول الماشية, لكنه تصاعد بسبب السخط السياسي وانتشار الأسلحة المتخلفة من الحرب الأهلية على مدى عقدين. وقال مصدر بالأممالمتحدة: إن من المعتقد أن هجوم الجمعة هو أول حادث يسقط فيه عدد كبير من القتلى بين الجنود الجنوبيين في الاشتباكات القبلية. وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه 'الوضع متفجر. هناك علامات على أن قبيلة لو نوير تعد لهجمات انتقامية'. وقال طون موم وزير الإعلام في ولاية أعالي النيل: إن ما لا يقل عن 40 شخصًا قتلوا في هجوم الجمعة ومن بينهم جنود من قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان كانوا يرافقون القافلة أثناء توجهها جنوبا في نهر السوباط إلى بلدة أكوبو. وقال ملاك أيون أجوك المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان: 'قتل أيضًا نساء وأطفال كانوا على متن القوارب سواء بالرصاص مباشرة أو غرقًا بعد أن قفزوا إلى النهر'. وقال: إن مقاتلي قبيلة جيكاني نوير طلبوا أولاً تفتيش بعض الزوارق جنوبي منطقة نسير حيث اشتبهوا في أنها تحمل أسلحة وذخائر إلى قبيلة لو نوير المعادية. وفقًا للقدس العربي. وأضاف أنهم فتشوا أحد القوارب فلم يجدوا فيه غير حمولة من الذرة السكرية وبعض الأغذية الأخرى لكنهم فتحوا النار عندما تحركت القوارب الأخرى لمواصلة الرحلة. وقال أجوك وموم: إنهما لا يزالان ينتظران مزيدًا من المعلومات التفصيلية بشأن الهجوم. وقال أجوك: 'قد يكون عدد القتلى أقل من 40 أو أكثر من 40. سنعرف ذلك في وقت لاحق اليوم'. وقالت الأممالمتحدة: إن هناك مخاوف بشأن مصير آلاف النازحين في أكوبو وحولها والذين تركوا بغير مساعدات غذائية بعد الهجوم. وقالت ميشيل إيزيمينجر مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان: 'هناك أناس في أمس الحاجة إلى الغذاء.. وكالعادة كبار السن والنساء والأطفال هم الأكثر حاجة'. وأضافت أن البرنامج أرسل شحنة جوية عاجلة تتألف من 10 أطنان من المساعدات الغذائية بينما كانت القوارب تحمل 735 طنًا دمرت أو نهبت. وقالت إيزيمينجر: 'هذا العام تسبب العنف في نزوح ما يقرب من 135 ألف شخص. في هذا الوقت من العام الماضي كان العدد نصف ذلك وفي العام السابق عليه كان أقل. الأمور بالتأكيد تتجه نحو الأسوأ والأبرياء هم من يعانون في أغلب الحالات'. وأدت الأمطار الغزيرة في جنوب السودان إلى تجريف الطرق وجعلت نهر السوباط وهو أحد روافد النيل الأبيض المسار الوحيد الصالح لنقل الشحنات الكبيرة من المساعدات الغذائية.