زعمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة، أنها عثرت على آثار ليورانيوم معالج في موقع ثانٍ في سوريا، وأشارت التحريات إلى وجود صلة بجزئيات أخذت من الموقع الذي تقول عنه واشنطن إنه مفاعل نووي سري. ويمكن أن يعزز هذا التطور؛ بالإضافة إلى معلومات جديدة عن شراء سوريا لكميات كبيرة من الجرافيت ولمركب كيماوي يستخدم كواقٍ من الإشعاع؛ القلق بشأن نشاط نووي غير معلن في سوريا بمساعدة كوريا الشمالية.
وتتحرى الوكالة عن صحة تقارير للمخابرات الأمريكية عن أن سوريا أكملت تقريبًا بناء مفاعل نووي ذي تصميم كوري شمالي، بهدف إنتاج بلوتونيوم يمكن استخدامه في تصنيع قنبلة قبل أن تقوم الطائرات الصهيونية بقصف هذا الموقع، المعروف باسم موقع الكبار، في 2007م.
وتنفي سوريا ذلك، وتقول إنها تتعامل بشفافية مع مراقبي الوكالة الذين يعملون في مراقبة حظر الانتشار النووي، ولكن تقريرًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية قال إن دمشق ما زالت تحجب وثائق وتمنع حرية دخول المفتشين "وهو أمر لازم لتوضيح الحقيقة".
وقالت الوكالة في فبراير الماضي إن المفتشين عثروا على آثار يورانيوم في عينات تربة أخذت قبل عام من الموقع الواقع في منطقة دير الزور "وأنها تكفي لتمثل كشفًا مهمًّا".
وقال تقرير الوكالة الجديد إنه خلال نفس زيارة تقصي الحقائق تلك اكتشفت الوكالة جزئيات يورانيوم مماثلة "من صنع الإنسان" في عينات أخذت من مفاعل أبحاث صغير في دمشق، كانت الوكالة تعرفه وتفحصه بشكل روتيني مرة كل عام، ولم تكن هذه الآثار ضمن ما أبلغت عنه سوريا في الماضي من مخزونها النووي للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال تقرير الجمعة: إن جسيمات يورانيوم ظهرت أيضًا في عينات أخذت مما يعرف تقنيًّا بالخلايا الساخنة في منشأة المفاعل البحثي في دمشق.
وأضاف التقرير أن توضيحًا سوريًّا جرى تسليمه للوكالة يوم الإثنين الماضي لم يفسر وجود أصل تلك الجزئيات، وتتحرى الوكالة عن احتمال وجود صلة بالجزئيات التي أخذت من دير الزور.
والموقع النووي السوري المعلن الوحيد هو مفاعل الأبحاث القديم، وليس لديها قدرة معروفة لتوليد الطاقة النووية.
وقال التقرير أيضا إن سوريا قامت بما وصفه ب"عمليات شراء مريبة" تتضمن "كمية كبيرة من الجرافيت وكميات كبيرة من كبريتات الباريوم"، وهو مركب يستخدم أحيانا لاحتواء الإشعاع في المنشآت النووية.
وأبلغت سوريا الوكالة أن هذه المقتنيات مدنية وغير نووية، وتتعلق باستخدامات في مجال تنقية المياه وصناعة الصلب، بالإضافة إلى أنها مادة وقائية لمراكز العلاج بالإشعاع.
وسعت الوكالة أيضًا إلى الحصول على تفسيرات لمعلومات مخابرات تشير إلى وجود أنشطة لشركة تصدير واستيراد كورية شمالية مع مكتب في دمشق، وتعاون بين العلماء النوويين السوريين والكوريين الشماليين، وهو ما نفته دمشق.