قال مصدر أمني أن القاهرة إتخذت إجرأءات أمنية غير مسبوقة قبل ساعات من وصول أوباما إلى القاهرة ، مشيراً إلى أن الآلاف من قوات الأمن يتواجدون بالشوارع .. وأعرب المواطنون عن غضبهم من تعليمات الأمن التى تحذرهم من الخروج فى يوم الزيارة (الخميس القادم) من الساعة العاشرة صباحا إلى الثالثة ظهرا وحتى انتهاء خطاب أوباما. وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت خطتها الأمنية خلال مدة الزيارة والتي تتركز على السيطرة على الشارع قبيل وخلال الزيارة، ومنع المواطنين من التواجد في الشوارع، فضلا عن تغيير مسارات الطرق إلى طرق أخرى بعيدة عن أماكن زيارة الرئيس الأمريكي لضمان تقليل وتيرة حركة السيارات.
وعلى الصعيد نفسه فقد هاجم أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ووصفه "بالمجرم". ودعا الظواهري في تسجيل صوتي بث على الإنترنت المصريين إلى رفض زيارة أوباما للقاهرة والمقررة يوم الخميس المقبل، حيث يعتزم توجيه خطاب إلى العالم الإسلامي من هناك.
وأضاف "قرر أوباما زيارة مصر فلا أهلا ولا مرحبا به في مصر"، وردد أبياتا شعرية للشاعر المصري أحمد محرم إبان الاستعمار البريطاني لمصر:
أيسمع صيحتي في مصر قومٌ همُ اللهبُ المؤجج والوقود.
وخاطب الظواهري المصريين قائلا "يا أحرار مصر وشرفاءها وصالحيها ومجاهديها قفوا صفا واحدا في وجه ذلك المجرم".
وقال إن رسالة باراك أوباما "الدموية" قد وصلت بالفعل "لما توعد وهدد بإرسال المزيد من الجنود لأفغانستان، ومزيد من القصف بمناطق القبائل في باكستان، ووصلت رسالته لما أدار الحملة الدموية ضد المسلمين في سوات".
وأوضح الظواهري أن رسائل أوباما إلى العالم الإسلامي من مصر وصلت ولن تحجبها ما أسماها حملة العلاقات العامة "والزيارات المسرحية والكلمات المنمقة".
وأشار إلى أن الرئيس الأميركي "جاء يسعى بالحيلة لينال ما فشل فيه بالميدان، بعدما أفشل المجاهدون مشاريع أميركا الصليبية في العراق وأفغانستان والصومال".
ووصف الرجل الثاني في القاعدة المسؤولين المصريين الذين سيستقبلون أوباما بأنهم "عبيد حولوا مصر إلى مركز عالمي للتعذيب في الحرب الأمريكية على الإسلام".
وسرد الظواهري قائمة بشخصيات إسلامية ووطنية مصرية شهيرة بينهم أحد المهاجمين التسعة عشر من تنظيم القاعدة الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 محمد عطا، وخالد الإسلامبولي قاتل الرئيس المصري أنور السادات.
دعوة 10 من نواب الإخوان لحضور خطاب أوباما
وعلى الصعيد الداخلي فقد أعلن النائب الأول للمرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين أن عشرة أعضاء في مجلس الشعب المصري ينتمون للجماعة سيحضرون القاء خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الخميس المقبل.
وقال محمد حبيب لرويترز ان شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي ورئيس جامعة القاهرة حسام كامل وجها الدعوة الى النواب الاخوان العشرة وبينهم رئيس كتلة النواب الاخوان في مجلس الشعب محمد سعد الكتاتني.
وقال حبيب "النواب الاخوان سيلبون الدعوة لانهم جزء من المؤسسة التشريعية لمصر فضلا عن أن هذا (اللقاء) لقاء عام سيحضرونه مع كافة ألوان الطيف السياسي (المصري) وسوف يستمعون بإمعان لما سيقوله الرئيس الأمريكي."
وسئل حبيب عن القضايا التي يمكن أن يثيرها النواب الاخوان اذا فتح باب للنقاش بعد القاء الخطاب فقال "أتصور أن الحضور للاستماع فقط."
وأضاف أن النواب سيطالبون اذا أتيح لهم الحديث "بربط الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني... فضلا عن المطالبة بوقف دعم الادارة الأمريكية للأنظمة القمعية والمستبدة في المنطقة."
وتابع أن النواب الاخوان سيطالبون بانسحاب القوات الامريكية من العراق وأفغانستان وأن تنسق الولاياتالمتحدة مع حكومات الدول الاسلامية "من أجل الحقوق المشروعة للشعوب.
وقد تلقَّى 10 من أعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين دعواتٍ رسميةً لحضور خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي سيوجِّهه إلى العالم الإسلامي من جامعة القاهرة بعد غد الخميس.
والنواب هم: الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس الكتلة وعضو مكتب الإرشاد ود. حازم فاروق ويسري تعيلب ويسري بيومي وعلم الدين السخاوي وعادل البرماوي ومحمود مجاهد وجمال حنفي وبهاء الدين عطية والشيخ محمد عبد الرحمن.
وقال الدكتور الكتاتني إن الدعوة وجِّهت إليهم من شيخ الأزهر ورئيس جامعة القاهرة، وشملت عشرةً من أعضاء الكتلة بشكل فردي، مؤكدًا أنه يتوقَّع أن تكون رئاسة مجلس الشعب هي من قامت باختيار الأسماء العشرة، ولم يكن للكتلة دخلٌ في الاختيار.
وأضاف الكتاتني أن الدعوة شملت الاستماع إلى الخطاب فقط دون المشاركة في اللقاء الخاص الذي سيعقده الرئيس الأمريكي مع كتَّاب وسياسيِّين وممثِّلين للمجتمع المدني، مشيرًا إلى أن توجيه الدعوة إلى نواب الإخوان لحضور الخطاب العام جاء من باب الحل الوسط بين الإدارة الأمريكية والنظام المصري، خاصةً أن هناك ضغوطًا من الإعلام الأمريكي على الرئيس أوباما بضرورة الالتقاء بكل القوى المعارضة والمؤثِّرة في مصر، وفي القلب منها جماعة الإخوان المسلمين، التي تمثل 20% داخل البرلمان، مؤكدين أيضًا للرئيس الأمريكي أنه لو التقى النظام المصري فقط فإنه بذلك يدعم نظامًا ديكتاتوريًّا، وفي المقابل كان هناك رفضٌ من النظام المصري لهذا الإجراء، وبالتالي كان الحل الوسط هو دعوتنا لحضور الخطاب فقط دون المشاركة في اللقاء الخاص الذي سيكون فيه حوارٌ مشتركٌ بين الرئيس الأمريكي والسياسيين والحقوقيين المصريين.
وأضاف الكتاتني أن الكتلة قرَّرت قبول الدعوة، وسوف تحضر الخطاب؛ لأن الإخوان جزءٌ من النظام السياسي المصري، وأقوى فصائل المعارضة المصرية وأكثرها وجودًا داخل الشارع المصري، واستبعادُنا كان خطأً من الأساس، كما أنه ليس هناك ما يمنع أن نستمع إلى الخطاب من داخل جامعة القاهرة؛ لأننا كنا سنستمع إليه من خارجها أيضًا.
وتمنَّى أن يحمل الخطاب تغييرًا حقيقيًّا في التوجه الأمريكي نحو العالم الإسلامي وقضاياه المصيرية، وألا يكون مجرد إجراء بروتوكولي لتجميل صورة الرئيس الجديد للولايات المتحدة.
إلغاء امتحانات أربع جامعات مصرية استعداداَ لزيارة أوباما
وضمن الآثار السلبية لزيارة أوباما وفي إطار استعداد الجهات الأمنية لزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمصر وإلقاء خطابه للعالم الإسلامي من جامعة القاهرة؛ فقد قرَّرت جامعات حلوان وعين شمس والأزهر إلغاء جميع امتحانات الطلاب يوم الخميس القادم بالجامعات الثلاث.
لاقى هذا القرار استهجان الطلاب الذين أعلنوا رفضهم للقرار، مستنكرين أن تكون الزيارة في جامعة القاهرة ويتم إلغاء الامتحانات في الجامعات الأخرى.
وأشاروا إلى أن مثل هذه القرارات تضعهم في "ورطة" قبيل الامتحان بيومين فقط، فضلاً عن عدم إعلان إدارات الجامعات عن موعد آخر للامتحانات التي كان مقرَّرًا لها يوم الخميس القادم، بل اكتفوا بتحديدها لاحقًا.
وتساءلوا: ما الذي يضرُّ إدارات الجامعات أن تُبقِي الوضع كما هو عليه، وتقام الامتحانات في مواعيدها المقررة، خاصةً أن الزيارة لا تتعلق بجامعاتهم، فضلاً عن أن تحركات الرئيس أوباما ستكون بطائرة خاصة وليس مواصلات، وهو الأمر الذي لن يضرَّه أو يعوق تحركانه؟!
وكانت إدارة جامعة القاهرة قد أصدرت قرارًا منذ الإعلان عن احتمالية إلقاء "أوباما" خطابه من جامعة القاهرة بتأجيل الامتحانات يوم الزيارة ومنع الطلاب من دخول الجامعة.
في إطار استعداداتها للزيارة المرتقبة أيضا شهدت منطقة القلعة بالعاصمة المصرية (القاهرة) والتي تضم ميدان صلاح الدين والمنطقة المحيطة بمسجد السلطان حسن عمليات تجميل واسعة وزرع أشجار نخيل ونباتات زينة، وتم رفع أكوام القمامة التي كانت تحاصر المنطقة، وسط أنباء عن زيارة الرئيس الأمريكي منطقة القلعة.
وكشف الدكتور زاهي حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، عن أن أوباما سيزور أهرمات الجيزة عقب خطاب جامعة القاهرة وذلك فى إطار جولة تستمر 80 دقيقة، يدخل خلالها هرم خوفو، ويزور مقابر العمال، والاكتشافات الأثرية فى المنطقة، وأبو الهول. مشيرًا إلى أنه سيكون مرافقًا للرئيس الأمريكي خلال الزيارة التي ستتم «سيراً على الأقدام».
وقال اللواء صالح عبدالرؤوف، رئيس حي الدقي إن محافظة الجيزة انتهت من رصف الشارع المواجه لجامعة القاهرة بطول كيلومتر واحد، فى 12 ساعة، وبتكلفة حوالي 15 ألف جنيه،
لافتاً إلى أن حي جنوبالجيزة وحى الدقي اتفقا مع شركة المقاولون العرب على إنجاز مهمة رصف الشارع بالإسفلت فى مدة قصيرة كما قام العمال بدهان أعمدة الإنارة فى شوارع ثروت والجامعة والنهضة باللون البرونزي.