أكدت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" أن قضية الاعتراف بالكيان الصهيوني لن تكون ضمن جدول أعمال الحوار الفلسطيني الداخلي الذي استؤنف أمس السبت بالقاهرة. وصرح المتحدث باسم حماس في قطاع غزة فوزي برهوم بأن الحركة على استعداد لمناقشة حركة فتح بشأن كافة الخيارات، ولكن على أساس الحفاظ على الثوابت الوطنية، شريطة عدم التعارض مع الأهداف الوطنية، وفي ظل حفظ استحقاقات شعبنا الفلسطيني.
واستنكر برهوم أية محاولات من جانب حركة فتح لفرض الورقة الأمريكية التي تدعو للاعتراف بالكيان الصهيوني وشروط الرباعية، وأكد أن هذه مسألة غير خاضعة للمساومة أو النقاش.
حماس تربط نجاح الحوار بالتخلي عن الخيار الأمريكي: وأفاد المتحدث باسم حماس بأن: "نجاح الجولة الخامسة من الحوار مرهون بتقدم حركة فتح خطوة إلى الأمام لإنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني، وبالنسبة لحماس فهي ستناقش مع فتح كل الخيارات المطروحة عدا الخيار الأمريكي".
وعلى الصعيد الدولي دعت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط حماس للاعتراف بالكيان الصهيوني، وبالتخلي الكامل عن خيار المقاومة المسلحة، والتسليم بكل الاتفاقيات التي تبرأ منها الاحتلال بالفعل رغم تمسك السلطة الفلسطينية بها.
وعلى الجانب المصري أكد مسئول مصري رفيع المستوى: أن "الحوار الوطني الفلسطيني دخل مراحله النهائية ونتطلع إلى أن يتم خلال الجولة الحالية التوصل إلى اتفاق ينهي حالة الانقسام أو على الأقل أن يحدث نوع من الاختراق للملفات الشائكة".
وعلى النقيض أكد سمير غطاس مدير مركز مقدس للدراسات الإستراتيجية: قال"مقدمات الجولة الخامسة من الحوار لا تبشر كثيرًا بالخير ليس فقط بسبب الإجراءات التي اتخذها الطرفان قبل قدومهما إلى القاهرة، ولكن أيضاً بسبب الخلاف على تشكيل الحكومة كما هو معروف.
وأشار إلى أن حماس اعتقلت ناشطين من فتح خلال الاحتفال بذكرى النكبة ال 61، وتعاني من اعتقالات يقوم بها الطرف الآخر تطال كوادرها في الضفة.
واستأنف غطاس قائلاً: "التصريحات المتبادلة لا تنم عن أن هذه الجولة يمكن أن تصل إلى حل ليس بسبب هذه الأجواء فقط، وأنا اعتقد أن المشكلة الأساسية والعقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق وإحداث اختراق في هذه الحالة التي يتم تدويرها باستمرار هو أن الحوار يجري في القاهرة ولكن الحل موجود في عواصم إقليمية أخرى وهذا هو جوهر المشكلة"، وفقًا لوجهة نظره.
رفض إقامة دولة فلسطينية: وعلى الصعيد المقابل، فإن أحد المساعدين المقربين من رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو أكد أن هذا الأخير سيرفض خلال زيارته لواشنطن فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وقال النائب عن حزب الليكود عوفير اكونيس: "نتانياهو لن يلتزم في واشنطن بإقامة دولة فلسطينية من شأنها أن تتحول إلى حماستان"، على حد زعمه.
كما استبعد مسئول آخر في الليكود هو وزير النقل كاتز خيار السيادة الفلسطينية، وأخبر الصحافيين: "نتانياهو سيعارض إقامة أية دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، لأن دولة مماثلة ستعرض أمن إسرائيل للخطر"، وفقًا لادعائه.
وفي إشارة لما سيعرضه رئيس الوزراء الصهيوني خلال زيارته، بين كاتز أن نتانياهو سيطرح فكرة تشكيل لجنة صهيونية فلسطينية مختلطة لخلق مبادرة جديدة في الشرق الأوسط،
وهو الأمر الذي ترى فيه المقاومة الفلسطينية محاولة لكسب مزيد من الوقت لتمرير المؤامرات الصهيونية خاصة ما يتعلق بالاستيطان وتهويد القدس والقضاء على المسجد الأقصى.