قال قائد الجيش البريطاني الجنرال السير ريتشارد دانات إن سمعة بريطانيا لدى حليفتها الولاياتالمتحدة تضررت نتيجة لأداء الجيش البريطاني في العراق. واعترف دانات بأن هناك حاجة للقيام بعمل سريع لإعادة بناء المصداقية. وقال الجنرال ريتشارد دانات إن بريطانيا "سواء على نحو ظالم أم لا" ينظر الى أدائها على انه كان سيئا في ست سنوات في جنوب العراق ما أضر بعلاقتها الخاصة مع الولاياتالمتحدة. وأضاف في كلمة ألقاها بالمعهد الملكي للشؤون الدولية بلندن "هذه العلاقة يمكن الحفاظ عليها فقط إذا تأسست استنادا إلى مصداقية عسكرية معينة". وأضاف المسئول العسكري البريطاني "وفي هذا السياق يوجد اعتراف بأن سمعتنا ومصداقيتنا الوطنية والعسكرية سواء على نحو ظالم أم لا كانت موضع شك على عدة مستويات في عيون أهم حليف نتيجة لبعض النواحي في حملة العراق". وقال دانات -الذي من المقرر أن يتنحى في وقت لاحق هذا العام- إن أداء بريطانيا في أفغانستان سيكون أساسيا في إعادة بناء سمعتها حيث يوجد 8500 جندي بريطاني الآن يقاتلون إلى جوار القوات الأمريكية ضمن قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة. وأكد الجنرال دانات أن "اتخاذ خطوات لاستعادة هذه المصداقية سيكون محوريا وأفغانستان ستقدم هذه الفرصة". وقال "ومفتاح عمل ذلك سيكون إجراء تقييم ذاتي أمين لأدائنا الإستراتيجي وفي العمليات والأداء التكتيكي في العراق، وقد بدأت بالفعل مثل هذه المراجعة داخل الجيش حتى نتعلم الدروس التكتيكية المناسبة لتحقيق النجاح في أفغانستان". واستخدم دانات (58 عاما) كلمته ليحدد التحديات التي تواجهها بريطانيا بشأن نفقات الدفاع في وقت تفرض فيه قيود على الميزانية وفي ضوء تغير المخاطر العالمية. ووصف الصراعات في العراق وأفغانستان بأنها "معالم على الطريق إلى المستقبل". وتعد تصريحات دانات هذه أوضح اعتراف بأوجه القصور في العراق من جانب قادة عسكريين. وكان مسؤولون عسكريون أميركيون لم يكشف النقاب عن هوياتهم قد اتهموا بريطانيا العام الماضي بسوء الأداء في العراق خاصة عندما تعين جلب قوات أميركية وعراقية لقمع تمرد مليشيات شيعية في البصرة في مارس 2008، لكن في ذلك الوقت نفى ضباط بريطانيون وأميركيون أي خلاف بين الحليفين.