صدعت أمريكا وحلفاءها في الغرب رؤوسنا بالإرهاب، وحربها على الإرهاب ، والتي تستخدمه ذريعة في احتلال البلاد وتدميرها وأفغانستان نموذج لذلك، والحقيقة هي القضاء على قوة المجاهدين التي أمتدهم بالسلاح أمام السوفيت، ولتكون قريبة من بترول بحر قزوين ، ومن قبل غاراتها على مصانع الألبان في السودان بزعم حربها على الإرهاب أيضا، فهي تجيش الجيوش لتضرب أي بلد تشاء وفي أي وقت تشاء بحجة الإرهاب ، وها هي بعدما كانت العامل الرئيس في إيجاد تنظيم القاعدة وبزوغ نجمه في أفغانستان ، ها هي تعلن الحرب باسم الإرهاب على القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ، الذي هو فرع من تننظيم القاعدة والذي أنشق عنه، لكن تصريحات قيادات الأم أمريكا تعلن صراحة الأهداف الخابئة عن قتال داعش ، فداعش لم تكن بعيدة عن الاستخبارات الأمريكية وما تقوم به في بلاد الشام ، لكنها لما خرجت عن طوع سيدتها قامت الدنيا ولم تقعد، ومن هذه الأهداف ما أعلنه الرئيس أوباما عن إرساله نحو 13 ألف جندي ، ليتضح لنا ، هدف القضاء على داعش وذريعة احتلال العراق من جديد. وبإلقاء نظرة عابرة عن تعريف الإرهاب ، والتي لا تحب أمريكا أن تحدده ليكون أمر محتملا لخداع الشعب وتحقيق الأهداف "الإرهاب" ... فلنأخذ التعريف الرسمي للإرهاب كما وصفته الإدارة الأمريكية، وبالتحديد فلنراجع ما هو مكتوب في كتيب الجيشالأمريكي عام 1984م حول تعريف الإرهاب: ((الإرهاب هو استخدام أو التهديد باستخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية أو دينية أو أيديولوجية)) وكشف كتاب “النوم مع الشيطان” ، الذي صدر عام 2003، لمؤلفه روبرت باير الضابط الميداني السابق في الاستخبارات المركزية الأمريكية والذي شغل مناصب عديدة أبرزها رئاسة محطة السي آي إي في لبنان عام 1983، وكان ضالعا في عدة عمليات اغتيال في عدة بلدان، ويكشف الكتاب عن الوقائع المتصلة بشراكة أمريكية سعودية في تكوين الإرهاب التكفيري ورعايته. الإرهاب وسيلة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لأمريكا يبدو هذا التعريف السابق للإرهاب بسيط ومناسب، وخاصةً عندما ننظر إلى تاريخ هذا التعريف.. عام 1984م، فقد كان هذا هو العام الذي بدأت فيه حكومة "ريجان" الحرب على الإرهاب، وبالتحديد ما أطلقوا عليه حينها "الدول الراعية للإرهاب العالمي"، وهي الدول المعادية للحضارة والمدنية، والتي تريد العودة بنا مرة أخرى للبربرية في العصر الحديث، هذه هي كلمات "جورج شولتز" والذي كان من أكثر المعتدلين في هذه الحكومة. في عام 1984م كان "ريجان" قد مضى عليه عامان في رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، ووقتها أعلنت حكومته الحرب على الإرهاب فورًا، وحددوا وقتها منطقتين كمصدر للإرهاب في العالم وهما : (أمريكا الوسطى // والشرق الأوسط)، وعلى الرغم من تحديد هذين المصدرين للإرهاب إلا أن (أمريكا الوسطى) كانت بالكاد تُذكر عند الحديث عن الإرهاب.. وبالتالي فمن البديهي أن لفظ الإرهاب فُصّل خصيصًا للشرق الأوسط، حتى يكون هذا الإرهاب هو المدخل الشرعي للتحكم في دول الشرق الأوسط، فالإرهاب هو تقنية مستعملة من قِبل الحكومات للتلاعب بالرأي العام؛ لكي تمرر أجندتها.... فهذا يؤكد أن أمريكا تروج ما أطلقت عليه الإرهاب وهو ما أشارت إليه الضابطة سيوزن لنداور ، الضابطة بالمخابرات الأمريكية " سي أي أيه" خلال حوار لها مع موقع "روسيا اليوم" ، أن أمريكا كانت على علم بتفجيرات السفينة كول بالقرب من مضيق عدن في اليمن، بل تذهب الضابطة إلى أكثر من ذلك أن المخابرات الأمريكيةوالعراقية كانت على علم بتفجير برجي التجارة العالمية، بل إن أمريكا هي من دفعت العراق لتفجير البرجين. يقول اللواء أركان حرب بهجت محمد خليل المحلل الإستراتيجي والسياسي، إن الإرهاب الموجود في العالم صناعة أمريكية، بداية من الذي حدث إبان العرب العالمية الثانية وحتى اليوم, مؤكداً إن إدعاءات أمريكا بأنها تناصر الأقليات كاذبة وجعلت تلك الأقليات جماعات إرهابية. ويشير خليل أن من يحكم الولاياتالمتحدةالأمريكية هى العصابات الصهيونية وصانعى الإرهاب فى العالم، معتبراً أنه من غير المنطقى إلقاء اللوم على أوباما فقط، فكل رؤساء الولاياتالمتحدةالأمريكية “من سبقه ومن سيتبعه” هم عبارة عن دومية فى اللوبى الصهيونى لدعم الإرهاب. داعش وتقسيم الشرق الأوسط و يقول الباحث حمزة جمول، الباحث في الشأن السياسي، إن أعلن الرئيس الامريكي عن الإستراتيجية الأمريكية لمحاربة الإرهاب المتمثل في تنظيم “داعش “. تتمثل هذه الإستراتيجية في دعم القوات البرية التي تواجه “داعش” من خلال التسليح وتوجيه الضربات الجوية، تثير هذه الإستراتيجية العديد من الأسئلة والمتمثلة بالتالي : هل تقترب الولاياتالمتحدةالامريكية من تحقيق أهدافها في تقسيم الشرق الاوسط بوسائل جديدة وتحت عناوين جديدة ؟ هل ستشهد الساحة السورية سيناريو مشابهاً للسيناريو الذي حصل في ليبيا ؟ وأخيراً، هل يعتبر إستثناء كل من روسيا، إيران وسوريا من حلف مواجهة “داعش”، تكريساً لمنطق الأحلاف المتصادمة، حلف في مواجهة حلف ؟ ترتبط الإجابة على هذه التساؤلات بدراسة قدرة الولاياتالمتحدةالامريكية على تحقيق أهدافها الجيوسياسية المعلنة والغير المعلنة خصوصاً بعد الإعتراف الامريكي بتراجع قدرة تأثيرها التي كانت تتمتع بها قبل غزو أفغانستان.