شهدت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في قضية المتهمين بالعمل لحساب "حزب الله" في مصر، مفاجأة كبيرة، تمثلت في اعتراف اثنين من المتهمين بأنهما كانا ينتميان في السابق لجماعة "الإخوان المسلمين"، في الوقت الذي شددت فيه الجماعة على نبذها العنف، وأكدت أن ذلك لا يوافق نهجها السلمي. والمتهمان، وهما من شمال سيناء، يدعيان هاني السيد مطلق وإيهاب عبد اللطيف القليوبي، وقد أقر الأخير بأنه يعرف المتهم الرئيس في القضية اللبناني سامي شهاب، المسئول عن وحدة فلسطين في مصر ب "حزب الله"، وأوضح خلال مواجهة النيابة بينهما، أنه تقابل معه عدة مرات. وقال عبد المنعم عبد المقصود محامي المتهمين، إن النيابة واجهت القليوبي بالمضبوطات التي عثر عليها في منزله، كما واجهته بمحضر التحريات الذي أعدته مباحث أمن الدولة، حيث تضمنت المضبوطات "هارديسك" وجهازين محمول، وقد وجهت النيابة له اتهامات بالانضمام لخلية تتبع "حزب الله" وتكوين بؤرة تتبع الحزب في سيناء. ومن شأن اعترافات المتهمين القليوبي ومطلق بالانتماء ل "الإخوان" أن تضع الإخوان في دائرة الجدل مجددا، خاصة في ضوء العلاقة الوثيقة التي تربط الجماعة ب "حزب الله"، لكن الدكتور محمد حبيب، النائب الأول لمرشد "الإخوان المسلمين" لم يجزم بصحة ذلك، قائلا إنه غير متأكد مما إذا كان المتهمان ينتميان بالفعل إلى الجماعة. وأضاف : "لا أدعي أنني على علم بكل التفاصيل داخل الإخوان، أو أعرف كل الأشخاص المنتمين للإخوان، لأن هذه الأشياء والتفاصيل لا يمكنني الإلمام بها، وتابع: "من الممكن أن يكونا قد انتميا لفترة للإخوان ثم تركا الجماعة لسبب أو لآخر". ونأى حبيب ب "الإخوان" عن التورط في خلية "حزب الله"، مؤكدا أن جماعته تتمسك بالنهج السلمي في دعواتها بتحقيق الإصلاح والتغيير، وأنهم حريصون أشد الحرص على سيادة الدولة وتقوية مؤسساتها. إلى ذلك، شهدت التحقيقات تراجع الفلسطيني ناصر أبو عمرة، أحد المتهمين في القضية عن جميع أقواله واعترافاته السابقة، وقال للنيابة إن اعترافاته السابقة "غير دقيقة"، وإنه أدلى بها تحت ضغط نفسي وبدني أثناء حجزه في حبس انفرادي في مقر مباحث أمن الدولة منذ أربعة شهور. وكان أبو عمرة قد سبق واعترف بأنه المسئول عن تجنيد الأشخاص الذين يتولون نقل المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء، إلى جانب المساعدات اللوجيستية إلى الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة. وكشفت التحقيقات أن المتهم حسن المناخيلي وهو من بورسعيد وافق على تلبية طلب المتهم اللبناني بإحضار مركب له لاستخدامه في الوصول إلى غزة عن طريق البحر، بعد أن قدم الثاني نفسه للأول على أنه مواطن فلسطيني يرغب في السفر لأهله في غزة عن طريق البحر، وأعطاه مبلغ ألف جنيه كعربون مقدما من ثمن المركب، إلا أن أجهزة الأمن اعتقلته قبل تنفيذ الاتفاق. وإلى جانب القليوبي، قامت نيابة أمن الدولة العليا بمواجهة شهاب بالفلسطيني ناصر أبو عمرة وحسن المناخيلي من بورسعيد، ومن المقرر أن تستمر التحقيقات لعدة أسابيع قادمة. يأتي هذا فيما أعلن المحامي عبد المنعم عبد المقصود، أن أجهزة الأمن لم توقف سوى 25 شخصا يخضعون للتحقيق في قضية خلية "حزب الله"، وذلك من أصل 49 متهما، بحسب بيان النائب العام. وأضاف أن ما جاء في البيان الذي أصدره المستشار عبد المجيد محمود من أن عدد المقبوض عليهم على ذمة القضية 49 شخصا ليس دقيقا، حيث لا تزال أجهزة الأمن تبحث عن 24 شخصا آخرين. واستبعد التوصل إلى المتهمين الآخرين، نظرا لأن أسماءهم الحقيقية غير معروفة، وأن الأسماء التي بحوزة أجهزة الأمن حاليا هي أسماء حركية، حيث يحمل الأشخاص الهاربون والمطلوب القبض عليهم، أسماء مثل: أبو يوسف وأبو حسن، وغير ذلك من الأسماء الحركية. وكانت أنباء قد ترددت عن تمكن 12 فردا يقال أنهم تابعون ل "حزب الله" في سيناء من الهروب في منطقة جبلية بصحراء مركز نخل، بعد مطاردات عنيفة مع قوات الأمن. وقالت مصادر أمنية، إن الخلية تمكنت من الهرب في سيارات دفع رباعي بدون لوحات معدنية، بعد أن طوقتهم الشرطة وتضم الخلية عددا من المصريين واللبيبين الذين كانوا مختبئين في صحراء نخل بعد أن قام أدلاء البدو بالتوصل إلى أماكنهم وإبلاغ أجهزة الأمن عليهم.