خلال لقائه بالصحفيين.. وزير التعليم حاول يكشف خطة انضباط المدارس بالعام الدراسي الجديد    خبير قانوني يكشف سبب اعتراض نقابة الصحفيين على مشروع قانون الإجراءات الجنائية    5 أشياء يجب وجودها في شنطة المدرسة.. نصائح لأول يوم دراسة    قرار جريئ من الفيدرالى الأمريكي بعد 4 سنوات.. تخفيض أسعار الفائدة    لاتهامها بانتهاك القانون الإنساني.. ألمانيا توقف إرسال الأسلحة لإسرائيل    باحث يُعلق على كشف تفاصيل اغتيال دبلوماسي مصري في جنيف بعد 25 عاما    بمشاركة حمدي فتحي.. الوكرة يتلقى هزيمة ثقيلة من تركتور الإيراني    تشكيل بروسيا دورتموند الرسمي لمواجهة كلوب بروج في دوري أبطال أوروبا    كولاسيناك لاعب أتالانتا: مواجهة أرسنال ستكون صعبة    إصابة عامل إثر سقوطه من سقالة بالطابق الرابع في المنيا    تفاصيل مقتل عنصر إجرامى شديد الخطورة وضبط آخر بالدقهلية    6 أبراج أكثر جاذبية بين الرجال.. «بيخطفوا القلب من أول نظرة»    «صحة مطروح» تحظر إعداد المشروبات بالمنشآت الطبية تجنبًا للحرائق    أفكار لانش بوكس للأطفال اقتصادية.. «مش هتحتاري تاني»    ديمبلى يقود هجوم باريس سان جيرمان ضد جيرونا في دورى أبطال أوروبا    الأرصاد: طقس شديد الحرارة خلال ال48 ساعة القادمة    استشهاد طفل وإصابة شاب برصاص الاحتلال شمال القدس    الحكم محمد الحنفي يجتاز الاختبار البدني استعدادا للدوري الجديد    مكتبة الإسكندرية ومؤسسة حياة كريمة يطلقان برنامج نجوم مصرية ستارز    محافظ الجيزة: تقديم الدعم الكامل لصغار المزارعين لتحسين إنتاجيتهم    البرلمان الموزمبيقي يقر تعديلات لضمان نزاهة الانتخابات القادمة    خسوف القمر 2024:تأثير خسوف القمر على حياة الإنسان والعلم    ولي العهد السعودي يكشف عن شروطه لإقامة علاقات مع إسرائيل    وزير السياحة والآثار يحرص على لقاء الأطفال المشاركين في المبادرة الرئاسية بداية    حقيقة خضوع شيرين عبد الوهاب لعملية جراحية    هل موت الفجأة من علامات الساعة؟.. خالد الجندى يجيب    من الملاعب الترابية إلى البطولات الأفريقية وتكريم رئاسي.. من هو أحمد صابر حارس مرمى المقاولون السابق؟    حصريًا ل«البوابة نيوز».. الشيخ صلاح التيجاني يكشف تفاصيل لأول مرة عن أزمة خديجة.. ويؤكد: الإيذاء طال 3 مشاهير من أهم مريديني.. والسلفية والإخوان نفثوا النيران لحرق عباءة الصوفية    وكيل صحة شمال سيناء يتفقد النقطة الطبية بحي الكرامة بالعريش    وزير الكهرباء في زيارة ميدانية لمدينة العلوم النووية بأنشاص    أطفال «أهل مصر» يزورون متحف مطروح خلال فعاليات الأسبوع الثقافي| صور    جمهور أسوان يتفاعل مع «النجراشاد»    أسماء جلال: أتمني تقديم شخصية الأميرة ديانا.. وأتمنى دخول عقلها    في حضور صبحي ورئيس الاتحاد الدولي| منتخب الكراسي المتحركة لليد يهزم الهند بالمونديال    خسوف القمر 2024..بين الظاهرة العلمية والتعاليم الدينية وكل ما تحتاج معرفته عن الصلاة والدعاء    محافظ الغربية يتابع انطلاق فعاليات المبادرة الرئاسية بداية بقرية في السنطة    العراق يشدد على التعامل مع الشركات الرصينة قبل استيراد الأجهزة الإلكترونية    رئيس جامعة طنطا يفتتح مؤتمر كلية العلوم الثالث لطلاب الدراسات العليا    جمال شعبان يحذر من متحور كورونا الجديد    أحمد رزق ينضم لأبطال مسلسل 'سيد الناس' رمضان 2025    المشرف على منتخب الكراسي : نخطط لإنجاز يليق باسم مصر في المونديال    أول تعليق من زيزو بعد إخلاء سبيل أحمد فتوح.. كيف سانده؟    وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا.. الأوقاف تحدد خطبة الجمعة المقبلة    جامعة دمياط تستقبل وفد هيئة الإميديست والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية    مركز التجارة الدولي: 116 مليون دولار صادرات مصر من الكهرباء خلال 2023    أسامة قابيل يوضح حكم الدية فى القتل الخطأ    عشان من حقه يلعب ويتعلم.. إزاى الأسرة والمدرسة تدعم الطفل مريض السكر نفسيا    بلاغ للنائب العام ضد صلاح الدين التيجاني بتهمة نشر أفكار مغلوطة    منحة 750 جنيها للعاملين بالسكة الحديد والمترو بمناسبة العام الدراسي الجديد    مهرجان الغردقة لسينما الشباب يكرم المنتج هشام عبدالخالق    بلينكن: ندعم جهود مصر لإصلاح اقتصادها ليكون أكثر تنافسية وديناميكية    مستخدمو آيفون ينتقدون تحديث iOS 18: تصميم جديد يُثير الاستياء| فيديو    محافظ أسيوط يقرر إغلاق «دار للمسنين» لتردي الأوضاع الصحية والنفسية للنزلاء    البحوث الإسلامية: ندعم مبادرة "بداية" ونشارك فيها ب 7 محاور رئيسية    محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يطلقان المرحلة الرابعة من مبادرة «صنايعية مصر»    «السياحة» تنظم زيارة للمواقع الأثرية لمدوني سفر ومؤثرين بالهند    «النقل»: توريد 977 عربة سكة حديد مكيفة وتهوية ديناميكية من المجر    إعلام إسرائيلي: 713 ضابطًا وجنديًا قتلوا منذ 7 أكتوبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بدعة (سلام) نتنياهو: الاقتصادي!
نشر في الشعب يوم 05 - 04 - 2009


بقلم: د. فايز رشيد

آخر ما تفتق عنه ذهن بنيامين نتنياهو, المكلّف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية وإبّان حملته الانتخابية, هو إقامة (سلام اقتصادي) مع الفلسطينيين, يتلخص في تقديم المساعدات للفلسطينيين وإقامة المشاريع الاقتصادية التنموية لهم في الأراضي المحتلة, للنهوض بواقعهم المعيشي. وبالسماح لبعض عمالهم بالعمل في إسرائيل وتصدير بعض منتجاتهم إلى الخارج. ومعروف عن زعيم الليكود (كما حزبه) أنه يرفض مبدأ (الأرض مقابل السلام)، ويرفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الأراضي المحتلة (يهودا والسامرة) بما يعني الضفة الغربية وهي (أرض إسرائيل التي عادت إليها)، وبالتالي فحدود إسرائيل من وجهة نظره وكما كان عبرّ عنها في كتابه: مكان تحت الشمس، وكما أكدّ في حملته الانتخابية الأخيرة تتمثل في كل ما كان (يُعرف) بفلسطين، أي من المياه إلى المياه، ولا يجوز بأي حالٍ من الأحوال التخلي عن (أرض إسرائيل التاريخية للأغيار) ويعني بالأغيار: الغرباء أي: الفلسطينيين!.
معروف أيضاً عن بنيامين نتنياهو أنه وقف ضد خطة شارون للانطواء (فك الارتباط) من غزة، وقد كان يومها وزيراً للمالية، وقد قدّم استقالته حينها احتجاجاً على فك الارتباط وقرار إخلاء المستوطنات، وقال جملته التي يذّكر بها بين الوقت والآخر (كدليل على صحتها): بأن خطة شارون تعني: استمرار إطلاق الصواريخ الفلسطينية على جنوب إسرائيل، ولطالما ردد نتنياهو هذه الجملة سواء في حملته الانتخابية وبخاصة إبّان العدوان على غزة، وهو يعتبر أن الثلاثي (اولمرت،باراك،ليفني) لم يستمروا بالحرب على غزة حتى إسقاط حكومة حماس، ولذلك قبل بشروط ليبرمان، زعيم حزب:إسرائيل بيتنا، للتحالف من أجل تشكيل الحكومة (وعلى إثر ذلك جرى تكليف نتنياهو بالتشكيل من قبل الرئيس بيريس)، وكان أحد أهم شروط ليبرمان على نتنياهو: إسقاط حكومة حماس في غزة, وأكد الأخير على قبوله بهذا الشرط.
معروف أيضاً عن نتنياهو كما حزبه أنه يرفض مبادرة السلام العربية رفضاً قاطعاً، وهو من الزعماء الإسرائيليين الذين يدعون إلى التعامل مع الفلسطينيين والعرب (بالعصا الغليظة) فهو يؤكد في كتابه السابق الذكر: بأن العرب لا يستجيبون إلا لسياسة القوة! كما أنه من دعاة التعامل مع الموضوع النووي الإيراني بالقوة، ولذلك كان أول تصريح له بعد تكليفه بتشكيل الحكومة يتمحور حول الخطر الإيراني, من خلال القول: بأن إسرائيل تواجه أخطر تهديد لوجودها منذ نشأتها بسبب سعي إيران إلى امتلاك السلاح النووي، ولذلك تواجه إسرائيل تحديات هائلة.
كان الموضوع النووي الإيراني، إضافة إلى فشل العدوان على غزة، كما فشل العدوان على لبنان في عام 2006، وأيضاً ما يعتبره تنازلات قد تُقدم عليها حكومة كاديما والعمل في التسوية مع الفلسطينيين والعرب، إضافة إلى إيمانه بأهمية الاستجابة مطالب الأحزاب اليمينية واليمينية الدينية على الصعيدين: المالي والتدخل في الحياة الرسمية الاجتماعية الإسرائيلية، هي أهم الشعارات التي استند إليها نتنياهو في الحملة الانتخابية الأخيرة، وخاطب الشارع الإسرائيلي بها، واستطاع من خلالها تحقيق قفزة كبيرة في عدد المقاعد التي يحتلها الليكود في الكنيست (من 13-27) بين الانتخابات في عام 2006 ، والأخيرة التي جرت في العاشر من فبراير الحالي، ولذلك قلنا في مقالة سابقة إن العنصرية والفاشية والحقد في إسرائيل لا تتمثل في فئة سياسية واحدة أو فئات أو أحزاب محدودة، بل هي ظواهر مجتمعية، ولذلك كانت القفزة الكبرى التي حققتها الأحزاب اليمينية الفاشية في إسرائيل.
من خلال هذا الاستعراض المفصّل بعض الشيء لأطروحات ومواقف نتنياهو، أردنا التركيز على طبيعة الحكومة الإسرائيلية القادمة (وبغض النظر عن الأحزاب التي ستتشكل منها، لكنها ستظل بزعامة نتنياهو)، والتي تتمثل في تحديات كبيرة تفرضها على الفلسطينيين وعموم العرب مما يقتضي فلسطينياً وعربياً بناء استراتيجية جديدة في التعامل مع إسرائيل، وممارسة السياسات المنطلقة لمجابهة هذه التحديات، فالقضية ليست مقتصرة على الفلسطينيين وحدهم، بل تتعداهم من وجهة النظر الإسرائيلية إلى العرب وإلى دول المنطقة وبخاصة إيران، إذ من المعروف عن نتنياهو كما حزبه الليكود: رفض الاعتراف بعروبة هضبة الجولان أو أنه جرى احتلالها في حرب عام 1967، بل جرت عودتها لإسرائيل لأنها أيضاً (أرض إسرائيلية)، كما أنها من الأهمية بمكان للأمن الإسرائيلي، ولذلك لا يجوز تخلي إسرائيل عنها!
وبالعودة إلى (سلام) نتنياهو الذي طرحه وهو (السلام) الاقتصادي، نقول: لقد سبق لشيمون بيريز أن طرح مثل هذا (السلام) في كتابه: الشرق الأوسط الجديد، والذي يدعو إلى المزاوجة بين العقل اليهودي والأموال العربية، والتقط بذلك الخطة التي أطلقها (11) معهد بحثي أميركي وثلة من المخططين الاستراتيجيين الأميركيين والداعية إلى إنشاء الشرق الأوسط الكبير، وجوهره: إغراق الشرق الأوسط بمشاريع اقتصادية تنموية لتحقيق نمط من الرخاء الاقتصادي بهدف سياسي عنوانه: انتزاع تاريخ وعروبة المنطقة العربية لصالح مفهوم الشرق الأوسط الكبير (أو الجديد)، والذي تشكل إسرائيل فيه مكوناً رئيسياً من مكونات المنطقة، وبهدف اقتصادي أيضاً وهو: هيمنة الاقتصاد الإسرائيلي وحل جميع مشاكله في إطار اقتصاد المنطقة، أي باختصار فإن الولايات المتحدة وحليفتها الاستراتيجية إسرائيل لا تريان المنطقة إلا كمستودع للأموال فقط، بعيداً عن أية صيغ عادلة للسلام. وواقع الأمر وبعد عدة سنوات من اطلاق هذه الخطة فإن أميركا تعيش أزمة اقتصادية كبرى!
نتنياهو في (سلامه) الاقتصادي يُذَكّرْ بما سبق، ويعيد إلى الأذهان مفهوم (اللاجئين) بالنسبة للفلسطينيين، والذي ساد لحقبة زمنية طويلة (قبل انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة)، وأن حقوقهم تتمثل فقط في تقديم المساعدات الإنسانية لهم!.
نتنياهو وكل من هم على شاكلته لا يقرؤون حقائق التاريخ ولا يدركون أن شعبنا الفلسطيني تجاوز منذ زمن طويل مرحلة اللجوء، وبنضاله أجبر العالم على الاعتراف بحقوقه الوطنية، وبكفاحه سيجبر نتنياهو وبيريس وكل الأعداء على الاعتراف بحقوقه الوطنية كاملة وغير منقوصة، طال الزمن أم قصر!.

* كاتب فلسطيني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.