دعا رئيس أركان الجيش البريطاني إلى ضرورة سحب القوات البريطانية من العراق وفي أقرب وقت، قائلا إن خطط الحرب التي سبقت الغزو افتقرت الدقة وكانت "ضعيفة، واستندت على الأرجح على التفاؤل أكثر من التخطيط السليم." وفي مقابلة مع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية قال الجنرال ريتشارد دانات إنه أكثر تفاؤلا بنجاح الأمور في أفغانستان. وأوضح أن على الحكومة البريطانية الخروج من العراق بأقرب وقت "لأن وجودنا يفاقم المشاكل الأمنية." وعلّق "لا أقول إن الصعوبات التي نتعرض لها في شتى أنحاء العالم سببها وجودنا في العراق، لكن لا شك في أن وجودنا في العراق أدى إلى تفاقمها." وأعرب المسؤول الرفيع الذي تسلّم مهامه في أغسطس الماضي عن تشاؤمه من إحلال نظام ديمقراطي في العراق يكون قدوة لدول المنطقة. وقال دانات إن خطة التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة، من أجل قيام ديمقراطية في العراق يمكن أن تكون مثالا للمنطقة، من المستبعد تحقيقها. وأضاف "ذلك كان أملا، سواء كان منطقيا أو ساذجا..التاريخ سيحكم.." وشدد دانات على أن استراتيجية تشكيل نظام ديمقراطي في العراق تفتقر للتخطيط السليم. وقال "أظن التاريخ سيحكم بأن التخطيط لما حدث في أعقاب الحرب المبدئية الناجحة، كان سيئا، ويستند بشكل أكبر على الأرجح على التفاؤل بدلا من التخطيط السليم." وأضاف "نحن في بلد مسلم ورأي المسلمين في وجود الأجانب في بلادهم واضح تماما. فالأجنبي يمكن أن يكون محل ترحيب عند دعوته إلى بلد ما لكننا لم نُدع بالتأكيد من جانب من هم في العراق في ذلك الوقت." وأشار إلى أن "الحملة العسكرية التي خضناها في عام 2003 دخلت البلاد عنوة في واقع الأمر.." يُشار إلى أن تصريحات أرفع مسؤول عسكري بريطاني تناقض موقف رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أبرز حلفاء الرئيس الأمريكي جورج بوش في خطط الغزو. ويصر كل من بلير وبوش على ضرورة بقاء القوات الأجنبية في العراق إلى حين استتباب الأمن. الجدير بالذكر أن لبريطانيا سبعة آلاف جندي في العراق، ينتشر معظمهم في جنوب البلاد
