أعلنت الرئاسة الأوكرانية، أنَّ الرئيسين الأوكراني بترو بوروشنكو، والروسي فلاديمير بوتن، اتفقا في محادثة هاتفية أن وقف إطلاق النار الذي وقع الجمعة "محترم بشكل إجمالي"، رغم اتهامات سابقة بخرقه. وأعلن المجلس المحلي لمدينة لوغانسك، شرق أوكرانيا، الذي شكله انفصاليون موالون لروسيا، أن الليلة الماضية مرت دون سماع أصوات السلاح، عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع الجيش الأوكراني، مشيرا أن وسط المدينة لم يشهد أية خروقات لم تغب عن الأطراف. وأفاد بيان صادر عن المجلس، بأنَّ العمل على إعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة قد بدأ في ظل سماع دوي المدافع بين الحين والآخر من المناطق السكنية في محيط المدينة. وتكشفت آثار الاشتباكات العنيفة التي شهدتها لوغانسك على مدى شهور مع تخفيف القوات الأوكرانية طوقها حول المدينة، حيث تشاهد فيها وفي البلدات المجاورة مدافع، وشاحنات، ودبابات، وآليات عسكرية معطوبة، أو مدمرة كليًا. وبدأ السكان بالتجول في الشوارع بعد أن اضطروا للبقاء لأيام في الملاجئ جراء القصف والاشتباكات، فيما قامت مجموعات من الاتفصاليين بتشكيل فرق لإيصال المياه للسكان، الذين يعانون منذ أكثر من شهر من نقص الماء والكهرباء. وبدأ سريان الاتفاق الذي وقعته الحكومة الأوكرانية مع زعماء انفصاليين، في مينسك، عاصمة روسيا البيضاء، مساء أمس، بعد الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش، ويتكون من 12 بندًا، ويشمل تبادل نحو ألف سجين يحتجزهم الجانبان، وإنشاء ممر إنساني للاجئين والمساعدات. وقالت الرئاسة الأوكرانية في بيان أن "الرئيسين أعلنا أن اتفاق وقف إطلاق النار محترم بشكل إجمالي. وبحثا في الإجراءات التي يتعين اتخاذها لكي يكون لوقف إطلاق النار طابع دائم". وقال العضو في برلمان دونيتسك الانفصالي فلاديمير ماكوفيتش لوكالة "فرانس برس": "(الجمعة) في الساعة 21,00 (18,00 ت غ)، أطلقت قذائف عدة عند أطراف دونيتسك، وكذلك على قافلة أسلحة ثقيلة كانت آتية من زابوريجيا"، المنطقة المجاورة لدونيتسك. وأضاف متوعدًا "أنه استفزاز أو اختبار لأعصابنا. سنحاول احترام وقف إطلاق النار لكن إذا استمرت الاستفزازات فإننا سنرد". من جانبه أشار "رئيس وزراء" جمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد، ألكسندر زاخارتشينكو، إلى إطلاق نار بالقرب من مدينة أمرفروسييفكا التي تبعد 80 كلم جنوب شرق دونيتسك. وفي كييف اتهم المتحدث باسم الجيش، أندري ليسينكو، الانفصاليين بإطلاق النار 10 مرات على مواقع القوات الأوكرانية، بعد سريان الهدنة. ولم يقدم أي إيضاح بشأن مدة وقف إطلاق النار الذي يشكل نجاحًا للانفصاليين ولروسيا، حيث يمكن أن يرسخ خسارة كييف لمدن عدة في الشرق بعد التقدم الكبير الذي حققه الانفصاليون في الأسابيع الأخيرة بمساعدة ميدانية من عسكريين روس، كما يقول الغربيون. وطالب الانفصاليون، السبت، بالفعل ب "الاستقلال" بعد المفاوضات التي جرت، الجمعة، في مينسك بين "مجموعة الاتصال" المكونة من أوكرانيا، وروسيا، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والانفصاليين. ولم تقنع الهدنة التي أعلنت في مينسك الغربيين الذين اتهموا روسيا في الأيام الأخيرة بنشر قوات نظامية في شرق أوكرانيا. وشدَّد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على ضرورة أن يكون لوقف إطلاق النار آثار "على الأرض"، معتبرًا أنه سيكون من الأفضل، رغم هذا الاتفاق، "فرض عقوبات يمكن رفعها بعد ذلك".