كشفت دراسة لمعهد الأبحاث التطبيقية "أريج" في بيت لحم، عن خطط التهويد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدة أن الاحتلال الإسرائيلي عزز من التواجد الاستيطاني في الضفة الغربيةالمحتلة، من خلال تكثيف البناء غير الشرعي، وفرض السياسات المجحفة بحق المواطنين، خاصة في مدينة القدس، التي كانت وما زالت الهدف الرئيسي للسياسات الاستيطانية. وبينت الدراسة أن الاستيطان تفاقم في الضفة، وتحديدا في القدس، على مدار العقدين الماضيين، بشكل مضاعف، حيث بلغت المساحة العمرانية للمستوطنات، في العام1990، 69 كيلومتراً مربعاً من مساحة الضفة، في حين بلغت في العام 2008، 188 كيلومتراً مربعاً، أي بزيادة نسبتها 173%. وأوضحت أن عدد المستوطنين بلغ في العام 1990 حوالى 240000 مستوطن، في حين وصل عدد المستوطنين اليوم إلى أكثر من 500000 مستوطن، أي بزيادة 109%، وأن الكثافة السكانية في المحافظات الشمالية، البالغ عدد سكانها 5ر2 مليون نسمة تفوق بشكل كبير الكثافة السكانية للمستوطنين، البالغ عددهم 500 ألف مستوطن، بمجموع 8537 مواطناً لكل كيلومتر مربع في المناطق الفلسطينية، مقابل 1025 مستوطناً لكل كيلومتر مربع ضمن مناطق السيطرة للمستوطنات، حسب المخططات الهيكلية لتلك المستوطنات. وذكر تقرير "أريج" أن الاحتلال نجح بفرض الوجود الاستيطاني غير القانوني في الضفة بشكل كبير، وتحديدا في المحافظات التي تعتبر ذات أهمية إستراتيجية للاحتلال الإسرائيلي، حيث بلغت المساحات العمرانية للمستوطنات في 5 محافظات من أصل 11 محافظة أكثر من مساحة العمران الفلسطيني وهي محافظات القدس، أريحا والأغوار، وقلقيلية، وسلفيت وطوباس. وقال "أريج": إن "الجدار" سيعزل حوالى 13% من مساحة الضفة، بما في ذلك قلب مدينة القدس والحوض المقدس، لتقع تحت سيطرة الاحتلال، حيث سعى الاحتلال الإسرائيلي لإعلان "الجدار" حدوداً لدولة (إسرائيل) على الجانب الشرقي منها، إذ إنها لا تزال ترفض التسليم بأن المناطق المصنفة (ج) هي مناطق محتلة يتوجب عليها كدولة احتلال تسليمها لأصحابها الفلسطينيين. وأشار إلى ان (إسرائيل) ماضية في نهج تهويد كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وليس مدينة القدس فحسب، حيث تسعى إلى تغيير المعالم الجغرافية والديمغرافية للمناطق المحتلة بشكل صارخ، إضافة إلى قيامها بإصدار عدد كبير من أوامر الاستملاك للأراضي الفلسطينية بإعلانها أملاك دولة، خلال السنوات الماضية، وتحديدا في المناطق (ج)، استباقا لأية نتائج قد تخرج بها أية مفاوضات مستقبلية مع الجانب الفلسطيني حول تلك المناطق، واستخدامها للمشاريع الاستيطانية التوسعية، خاصة في القدس.