زار الزعيم الليبي معمر القذافي موريتانيا في محاولة لإنهاء الأزمة الداخلية الموريتانية وذلك بعدما استقبل في طرابلس الرئيس الموريتاني المخلوع سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله وأطراف الأزمة الآخرين. وأكدت مصادر إعلامية أن القذافي أم بنواكشوط جموعا من المصلين في ذكرى المولد النبوي، وهي مناسبة درج الزعيم الليبي على المشاركة بها في عدد من الدول الأفريقية خلال السنوات القليلة الماضية. وألمحت بعض المصادر إلى احتمال أن يستغل القذافي الزيارة للبدء بوساطة لإيجاد حل دستوري للأزمة السياسية في البلاد. ونقلت رويترز عن مستشار القذافي محمد الشحومي قوله إنه لا يوجد حل للمشكلة في موريتانيا من دون تنحي رئيس المجلس العسكري الحاكم الجنرال محمد ولد عبد العزيز. وأجرى القذافي مباحثات مع ولد عبد الله في مدينة سرت تناولت الموقف في موريتانيا والاحتمالات المتاحة لإنهاء الأزمة والتوصل إلى حل تقبله كل الأطراف. وشدد الرئيس المخلوع في بيان صحفي على ضرورة أن يقوم الحل المقترح لحل الأزمة الداخلية على ضمان استئناف المسار الديمقراطي في موريتانيا. حل دستوري وجدد عزمه بذل كل ما في وسعه من أجل تسهيل الوصول إلى حل دستوري ملائم يضع حدا نهائيا للانقلابات العسكرية، ويضمن استئناف المسار الديمقراطي والتنموي، في سياق وفاق وطني واسع مدعوم من قبل شركاء موريتانيا الإقليميين والدوليين. وكان القذافي قد أجرى الأسبوع الماضي محادثات مماثلة مع عبد العزيز، كما سبق أن أوفد الشهر الماضي مبعوثا للاجتماع مع مسؤولين رفيعي المستوى في الجانبين المتنازعين. وألقى القذافي باللوم على "أطراف أجنبية" في محاولة إشعال الأزمة الداخلية في موريتانيا، الأمر الذي دفع بمؤيدي الرئيس المخلوع للتعبير عن مخاوفهم من أن تضفي الوساطة الليبية نوعا من الشرعية على المجلس العسكري. يشار إلى أن الاتحاد الأفريقي فرض أوائل فبراير الماضي عقوبات على موريتانيا شملت قيودا على سفر كل العسكريين والمدنيين الموالين للحكم العسكري. وبدورها طالبت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بإعادة ولد عبد الله رئيسا للبلاد بعد رفع الإقامة الجبرية عنه في ديسمبر الماضي.