وجدت إسرائيل أن الرأى العام العالم كله متجها إلى التعاطف مع قطاع غزة وأهلها بعد الحرب عليها، و تأييدهم فى الدفاع عن أنفسهم ، فأرادت أنت تؤثر على الرأي العالمي تجاه غزة عن طريق شيطنة المقاومة الفلسطينية. فقامت إسرائيل بإطلاق حملة موسعة على مواقع التواصل الاجتماعى، في محاولة لتغيير نظرة الرأى العام العالمى تجاه حماس كحركة مقاومة، وذلك من خلال تشبيه الحركة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، عبر تسويق صور لرموز عالمية شهيرة كتمثال الحرية ولوحة الموناليزا مقطوعة الرأس، وتحتها عبارة" الدولة الإسلامية وحماس تهديد لنا جميعا" . و قد أنطلقت الحملة بعد 24 ساعة من نشر فيلم ذبح الصحفى الأمريكى "بولى"، الذى أعدم قبل أيام على يد مسلحين ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية . وقد كشفت القناة الثانية الإسرائيلية على موقعها الإلكترونى الدوافع الإسرائيلية لإطلاق الحملة، وقالت: "إحدى المسائل الأكثر تعقيدا التى اضطرت إسرائيل لمواجهتها خلال عملية "الجرف الصامد" هى وضعها فى المجتمع الدولى، والإدانات التى تتردد فى العالم عن الاستخدام المبالغ فيه للقوة بقطاع غزة، لكن حملة إعلامية جديدة تحاول تغيير الرأى العام العالمى، من خلال المقارنة بين حماس والتنظيم القاتل داعش" . ونشرت الحملة اليهودية صورا لتمثال الحرية مقطوع الرأس، فيما كتب تحته "الشرق الأوسط الآن.. نيويورك التالية.. الدولة الإسلامية وحماس تهديد لنا جميعا"، كذلك فعلت مع لوحة الموناليزا فى باريس، وتمثال داود للفنان مايكل أنجلو فى إيطاليا، وأخيرا تمثال جندى الحرس الملكى البريطانى، وكلها مقطوعة الرأس، فى إشارة لفيلم ذبح الصحفى الأمريكى بالعراق . و نقلت القناة عن "جيل سمسونوف"، الشريك فى مكتب الإعلانات الرائد فى إسرائيل "جليكمان نتلر سمسونوف" القائم على الحملة، قوله: "هناك الآن موجة من الخوف تجتاح العالم الغربى، ونسعى لاستغلالها للتقريب بين خطر داعش وحماس" . ومنذ بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة تولت هذه الشركة الدعاية لتحسين صورة إسرائيل فى العالم وتشويه المقاومة، وهو ما أوضحه "سمسونوف" بالقول: "نصف الكوادر فى مكتبنا تعمل على هذا الموضوع، وكل من يأتي بفكرة نسرع بتنفيذها" . وتابع: "فى الغرب يترحمون على الصحفى الذى ذبح، ومن ناجية أخرى يؤيديون حماس كما لو كانوا أطفالا أو مساكين، مقابل القتلة المتوحشين التابعين لداعش"، ومضى يقول: "هذه الحملة تهدف لأن نوضح لهم أن حماس وداعش وجهان لعملة واحدة، وأن إسرائيل هى العائق أمام الموجة الإسلامية المعتوهة هذه، التى قد تصل إلى أوروبا" . فقد قام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كان قد نشر بموقعه الخاص على "تويتر" ملصقات دعائية ساوى فيها بين حماس وداعش، مستغلا صورة الصحفى الأمريكى المذبوح. كذلك قال نتنياهو فى مؤتمر صحفى، عقد الخميس، إن "حماس" مثل "متشددى داعش"، وهم "فرع من الشجرة ذاتها"، ساعيا إلى استعطاف المزيد من الدعم الغربى حول حربه فى قطاع غزة .