صرح عادل عبد الرازق، عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية، إن إيرادات الفنادق والقرى السياحية انخفضت بشكل ملحوظ، نتيجة انقطاع التيار الكهربائى لمدد طويلة خلال الأيام القليلة الماضية، مما تسبب فى ارتفاع تكلفة التشغيل، وأعمال الصيانة، وتلف المواد الغذائية. كما قال العاملون بقطاع السياحة: "إن انقطاع التيار الكهربائى فى مختلف المدن، و ارتفاع أسعار المواد البترولية، تسبب فى انخفاض إيرادات الفنادق والقرى السياحية لأكثر من 15% خلال الفترة القليلة الماضية؛ و ذلك لارتفاع تكلفة تشغيل الفنادق من استهلاك كميات كبيرة من السولار لتشغيل المولدات الكهربائية. وإضافة إلى زيادة أعمال صيانة الأجهزة أو استبدالها بأخرى حديثة، ورفع الموردين لأسعار المواد الغذائية، التى باتت عرضه للتلف، فى حين أن هناك ثبات فى الأسعار السياحية. وأضاف عبد الرزاق فى تصريحات له، أن إيرادات فنادق القاهرة انخفضت بنسبة تصل إلى نحو 20%، فى حين بلغت نحو 15% فى الغردقة، وشرم الشيخ، بينما تقل النسبة فى فنادق الأقصروأسوان؛ لانخفاض الإشغالات بها. وتوقع عضو اتحاد الغرف السياحية، زيادة معدلات انخفاض إيرادات الفنادق والقرى السياحية فى حالة استمرار انقطاع الكهرباء. وقال: "إن انقطاع التيار الكهربائى سيؤثر على مستقبل السياحة خلال الفترة المقبلة"، وقال ساخرا: "إن السياحة فى مصر حاليا "سياحة الشموع"، التى ستتسبب فى هروب السائحين من مصر". وأضاف أن تصريحات وزير الكهرباء حول استثناء المناطق السياحية من خطة تخفيف الأحمال " كلام سياسة"؛ لتهدئة الأوضاع داخل القطاع السياحى المصرى، وأنها وعود لا تنفذ على أرض الواقع. وقد قال محمد شاكر، وزير الكهرباء فى وزارة الانقلاب، فى تصريحات صحفية سابقة: "إنه سيتم استثناء المستشفيات الحكومية ومحطات المياه، والصرف الصحى والهيئات الحكومية الأمنية، والعسكرية، وقصور الرئاسة، والمناطق السيادية، والمزارات السياحية، والمنشآت التعليمية، ومحطات المترو، ومديريات الأمن، وأقسام الشرطة والسجون، من انقطاع التيار الكهربائى، فضلا عن تأمين التيار للسفارات نهارا فقط". وقال على غنيم، عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية: "إن إيرادات الفنادق والقرى السياحية انخفضت بنسبة 18% فى مختلف المدن السياحية، بسبب انقطاع التيار الكهربائى، الذى تسبب فى تدمير معظم الأجهزة الحيوية بالفنادق المصرية، مما رفع تكلفة صيانتها بنحو 20% عن الأوقات العادية". وأضاف غنيم فى تصريحاته، أن هذه الزيادة يقابلها ثبات فى الأسعار السياحية، خاصة أن الفنادق لا يمكنها رفع أسعارها بصورة مفاجئة، فى ظل انخفاض الحركة السياحية الوافدة إلى مصر. وانخفضت الأعداد السياحية الوافدة إلى مصر بنسبة 23.7 % خلال النصف الأول من العام الجارى، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، ليصل عدد السائحين إلى نحو 4.5 مليون سائح، فى حين تراجعت الإيرادات السياحية بنسبة 24.7% لتصل إلى نحو 3 مليارات دولار، وفقا لبيانات وزارة السياحة المصرية. وبلغ عدد السائحين الوافدين إلى مصر نحو 5.9 مليون سائح خلال النصف الأول من العام الماضى، قضوا نحو 65 مليون ليلة سياحية، وفقا لإحصائيات الجهاز المركزى المصرى للتعبئة العامة والإحصاء. وقال ناجى عريان، نائب رئيس غرفة الفنادق المصرية: "إن انقطاع التيار الكهربائى يزيد من خسائر الفنادق المصرية، ويؤثر على سمعة المقصد السياحى المصرى فى الخارج". وأضاف عريان فى تصريحاته، أن استمرار الأزمة قد يتسبب فى مطالبة السائحين الأجانب برد قيمة الرحلة كاملة. وقال نائب رئيس غرفة الفنادق المصرية: "إن أسعار مولدات الكهرباء التى تستخدم فى القرى السياحية لتشغيل الأجزاء المهمة بها خاصة المطابخ والمصاعد الكهربائية والتكيفات مرتفعة للغاية". وأضاف أن زيادة معدلات انقطاع التيار الكهربائى تؤدى إلى زيادة استهلاك السولار، الذى ارتفعت أسعاره فى الآونة الأخيرة، مما يزيد من تكلفة تشغيل الفنادق والقرى السياحية. ويبلغ إجمالى الطاقة الفندقية بمصر نحو 225 ألف غرفة، منهم نحو 135 ألف غرفة فى منطقتى (البحر الأحمر وجنوبسيناء)، ونحو 1856 غرفة فى أسوان، ونحو 4553 غرفة، ونحو 280 فندقا عائما، فى حين يبلغ إجمالى الغرف الفندقية تحت الإنشاء 240 ألف غرفة. وقال هانى سليمان، أمين عام غرفة الفنادق المصرية بجنوبسيناء: "إن عدد مرات انقطاع التيار الكهربائى بشرم الشيخ جنوبسيناء تصل إلى نحو مرتين يوميا بمعدل ساعتين فى اليوم، تلجأ خلالها الفنادق لتشغيل مولدات الكهرباء". وأضاف سليمان فى اتصال هاتفى، أن قطاع الفنادق يعانى جراء ارتفاع تكلفة التشغيل، التى تصل فى بعض الفنادق إلى نحو 60% لزيادة أسعار السولار، والمواد الغذائية، وصيانة الأجهزة أو استبدالها. وقال أمين عام غرفة الفنادق المصرية بجنوبسيناء: "إن خسائر الفنادق تزايدت خلال الفترة الماضية، فضلا عن ارتفاع أسعار الكهرباء بنسبة 40% خلال الشهرين الماضيين، وبلغت قيمة فواتير بعض فنادق الخمس نجوم بشرم الشيخ (شمال شرق مصر) نحو 530 ألف جنيه شهريا. وقال الدكتور مجدى صالح، رئيس غرفة شركات السياحة بالبحر الأحمر: "إن انقطاع الكهرباء فى مدينة الغردقة يتسبب فى انقطاع المياه نهائيا عن الفنادق، مما يزيد من غضب السائحين". وأضاف صالح فى اتصال هاتفى، أن استمرار انقطاع الكهرباء عن الفنادق لمدد طويلة، قد يحدث ثورة داخل القطاع. وقال المهندس جمال العجيزى، رئيس جمعية مستثمرى العين السخنة: "إن فنادق القاهرة الأكثر ضررا بين الفنادق المصرية جراء انقطاع التيار الكهربائى لمدة طويلة، لكن الأوضاع طبيعية فى منطقة العين السخنة حتى الآن". وأضاف العجيزى فى اتصال هاتفى: "على الدولة إيجاد حلول سريعة لإنهاء هذه الأزمة التى يعانى منها الجميع". وقال: "إن تكلفة تشغيل المولدات الكهربائية من غير أعمال الصيانة ارتفعت بنسبة 15% لكل كيلو وات، منذ ارتفاع أسعار السولار". وأضاف أن هناك اتجاه لاستخدام الخلايا الضوئية لتوليد الطاقة الكهربائية فى العين السخنة؛ تجنبا لحدوث أزمة انقطاع الكهرباء فى المنطقة. كما قال مسئول بوزارة السياحة بحكومة الانقلاب: "إن انقطاع التيار الكهربائى أزمة كبيرة تعيشها مصر حاليا، ولا يوجد لها حل فى الوقت الراهن". وأضاف المسئول، الذى طلب عدم ذكر اسمه، فى اتصال هاتفى، أن وزارة الكهرباء وعدت بتقليل عدد مرات انقطاع التيار الكهربائى عن المناطق السياحية، بناء على مطالبات هشام زعزوع، وزير السياحة الانقلابى، لكن لا يمكنها منع انقطاع التيار الكهربائى عن هذه المناطق بشكل نهائى. وبلغت مديونيات المنشآت السياحية المصرية لدى شركات توزيع الكهرباء، فى (القاهرة، وجنوبسيناء، والبحر الأحمر، والأقصروأسوان) نحو 49.6 مليون جنيه بنهاية ديسمبر الماضى، وفقا لبيانات الشركة القابضة لكهرباء مصر. وتراجع الدخل السياحى لمصر خلال العام الماضى إلى 5.9 مليار دولار، بانخفاض 41%، وتعول مصر على قطاع السياحة فى توفير نحو 20% من العملة الصعبة سنويا، فيما يقدر حجم الاستثمارات بالقطاع بنحو 68 مليار جنيه (9.8 مليار دولار)، حسب بيانات وزارة السياحة. فتطلب حكومة الانقلاب من الشعب الصبر على انقطاع التيار الكهربائى، بينما هم منعمون بالكهرباء، فهم لا يقوموا بشئ سوى تخريب الدولة، والعمل على انهيار اقتصادها فى كل القطاعات، فلم يكتفوا برفع الدعم عن المواد البترولية و الكهرباء، بل لم يوفرها أيضا، فماذا ننتظر من حكومة الانقلاب فى ظل حكم العسكر سوى النهب من أموال الشعب.