أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"على أن تصريحات توني بلير، مبعوث اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، هي "إعادة لذات السيناريو القديم، وأن محاولات دمجها في عملية السلام محاولات فاشلة ومرفوضة لدى الحركة من البداية ولدى العديد من الأطراف العربية والدولية"، معتبرة أن هذه التصريحات "إقرار بأن حماس هي القوة الأساسية في الساحة الفلسطينية". وكان بلير قال في تصريح صحفي له إنه "يجب دمج حركة "حماس" في عملية السلام، ولكن بعد تخليها عن المقاومة والاعتراف بدولة الاحتلال". ووصف مشير المصري، أمين سر كتلة "حماس" البرلمانية، تصريحات بلير "بالسخيفة، وأنها لا قيمة لها"، معتبراً أنها "إعادة لذات العوائق التي وضعها الغرب كغطاء لرفض الديمقراطية الفلسطينية، وفرض الحصار على الشعب ومنح العدو الصهيوني الغطاء لجرائمه التي كان آخرها الحرب على غزة، ورفض التعامل مع الحكومة الشرعية والبرلمان الفلسطيني". وشدد المصري على أن هذا الطرح قد "أفلس ولم يعد ذو جدوى، ليس لدى حماس فحسب، وإنما لدى أطراف عربية وإقليمية وحتى دولية لأنه فشل في تحقيق أهدافه ولم يستطيع أن يواجه الحقائق". وقال المصري: "إن حركة حماس اليوم باتت تمثل معادلة سياسية وشعبية وعسكرية قوية وهي الرقم الصعب في المنطقة، مشيراً إلى أن "إعادة الطرح من جديد يدلل على وقاحة بلير ومن يصرون على هذا الطرح السخيف". واعتبر أمين سر كتلة "حماس" في المجلس التشريعي، أن الحديث في التعامل معها "يؤكد على الإدراك الأوروبي والعالمي بأن كل المحاولات لاستئصالها وشطبها عن الساحة الفلسطينية فشلت وهي اليوم تشكل القوة الأولى في الساحة الفلسطينية"، لافتاً النظر إلى أن "البوابة الوحيدة للدخول للقضية الفلسطينية وأي ترجمة لأي اتفاق على ارض الواقع لا يتم إلا عبر الحركة التي لا يمكن تجاوزها". وأشار إلى أن هذا الاستجداء لحركته "يدلل على أن كل رهاناتهم قد خسرت وكل خياراتهم قد استنزفت واليوم يطالبون حماس بالتعاطي مع هذا الواقع لأنهم يدركون بأنها رقم يصعب تجاوزه"، حسب تأكيده. وبشأن إعلان بلير عن أن محاولات إقامة دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية لم ولن يكتب لها النجاح، قال "هذا تأكيد على أن عباس وفريقه ضعفاء لا يملكون من أمرهم شيئاً وما يحدث من مفاوضات هي عبارة عن مسرحيات هزلية فقط". واستطرد "هم يشعرون أن عباس أضعف من أن يطبق أي اتفاق في الضفة الغربية فضلاً عن غزة وهذه اللقاءات هي لإبقاء عباس دمية يشعرونه أن هناك بصيص أمل من عملية السلام"، مؤكداً أن هذه التصريحات للتعاطي مع هذا الواقع "هي إقرار واضح بأن القوة الأساسية في الساحة هي حماس وما دون ذلك فهم لا يملكون من أمرهم شي وأضعف من أن يمثلوا الشعب الفلسطيني".