أكدت الأسيرة المحررة خلود المصري، عضو المجلس البلدي في نابلس المحتلة، أن واقع الأسيرات في سجون الاحتلال الصهيوني "يرثى له وأنه بالغ الصعوبة"، مشددة على أن سلطات الاحتلال الصهيوني تحرم الأسيرات المريضات من تلقي العلاج المناسب. وقالت الأسيرة المحررة المصري في مقابلة صحفية أجراها معها "المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى"، بُعيد الإفراج عنها من سجن هشارون الصهيوني: "نحن وعبر نافذة المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى نؤكد لكل العالم أن يهب لنجدة الأسيرات في سجون الاحتلال، حيث أنهن يعشن واقعا مؤلماً، ويعشن حياة بالغة الصعوبة، وحيث الإهمال هناك في غياهب السجون هو سيد الموقف". وأضافت المصري: "كافة الأسيرات في سجون الاحتلال يعانين من الحرمان من كل شيء، والاحتلال يضرب بحقوق الإنسان وحقوق الأسرى عرض الحائط، ولا تلبي إدارات السجون أية خدمات للأسيرات"، مشيرة إلى أن "إحدى الأسيرات طلبت الذهاب إلى العيادة وإلى الطبيب خمس مرات متتالية ولكن طلبها كان يقابل بالرفض، حتى ساءت حالتها"، مضيفة في ذات الوقت: "الاحتلال ينتهج سياسة الإهمال الطبي بحق الأسيرات في السجون ويتعمد حرمانهن من أبسط الحقوق التي كفلها القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان". وأوضحت الأسيرة المحررة خلود المصري خلال حديثها للمركز أنها كانت تعاني في السجن – ومازالت – من تآكل فقرات العمود الفقري ولما قدمت عدة طلبات لمقابلة الطبيب قالت: "ذهبت إلى الطبيب وأنا في حالة إعياء شديدة وطلبت منه إجراء فحوصات وتقديم علاج مناسب لتآكل فقرات العمود الفقري"، وأضافت: "لكن الطبيب لا يفهم اللغة العربية وتحدث معي باللغة العبرية وهو يستهزئ بي ثم أعطاني حبوب الأكامول كمسكن للألم فقط ولفترة قصيرة"، وأكدت قائلة: "الطبيب لا يريد أن يستمع إلى الأسيرات المريضات وإذا ما سمح الاحتلال للأسيرة بعد عدة طلبات لمقابلة الطبيب للشكوى له عن الأمراض والأوجاع قابل هذا الطبيب هذه الطلبات بالتهرب وعدم التعاون مع الأسيرة المريضة". ومن أكثر المواقف المؤثرة في حياة الأسيرة المحررة، قالت المصري: "عندما جاء خبر الإفراج عني بدأت في توديع الأسيرات داخل السجون وأجهشنا جميعاً بالبكاء، وكنت أتمنى لو أننا نخرج معا"، وأضافت: "لا يمكن أن أنسَ تلك اللحظة التي كنت أودع فيها الأسير الطفل يوسف الزق الذي ولد في السجن ومازال يعيش هناك مع والدته الأسيرة فاطمة الزق من حي الشجاعية في قطاع غزة". وأشارت الأسيرة المحررة إلى أن سلطات الاحتلال الصهيوني تحرم الأسير الطفل الزق من أبسط حقوق الطفولة داخل سجنه، موضحة أنه لا ينعم بحياة الطفولة أبداً، وأنه محروم من الطعام المناسب له كطفل، منوهة أنه مرض مرضا شديدا وارتفعت حرارته ولكن سلطات الاحتلال لم تكترث لبكاء أمه ولم تعرضه على الطبيب ولم تهتم به على الإطلاق وكأنها تتمنى أن يموت هذا الطفل في سجنه. وطالبت الأسيرة المحررة خلود المصري كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية والتي تعنى بحقوق الإنسان العالمية والمحلية والإقليمية بضرورة التحرك الفوري والسريع من أجل الإفراج عن الأسيرات في سجون الاحتلال واللواتي يعانين من حالة بالغة الصعوبة، وكذلك بضرورة الإفراج عن أصغر أسير في العالم وهو الطفل يوسف الزق، كما ودعت كل العالم ومؤسساته إلى زيارة السجون الصهيونية ومشاهدة المناظر المؤلمة للأسيرات وحياتهن الصعبة، وناشدت وسائل الإعلام إلى ضرورة تفعيل قضية الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، والاهتمام بهذه القضية التي تمس الإنسان الفلسطيني بشكل مباشرة.