قال المحلل العسكري الإسرائيلي "رون بن يشاي" إن هناك مهمة عاجلة يتعيّن على إسرائيل إنجازها قبل القيام بأي رد عسكري على مقتل مستوطنيها الثلاثة، تتمثل في منع احتكاك المستوطنين اليهود بالفلسطينيين، للحيلولة دون اشتعال الشارع العربي في مصر والأردن، لاسيما خلال شهر رمضان. وأضاف في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" تحت عنوان" هكذا ننتقم من حماس بالعقل": ”لكن وقبل سحق البُنَى التحتية لحماس في الضفة، فإن ثمة مهمة عاجلة أكثر: منع الاحتكاك بين السكان الفلسطينيين وبين المستوطنين اليهود الطامحين في الانتقام. من الممكن تفهم مشاعرهم لكن الاحتكاك من شأنه أن يشعل حريقا هائلا، ليس فقط بالضفة بل أيضا في الأردن ومصر وربما أيضًا في دول عربية أخرى. الإضرابات في العالم العربي حولت الشارع إلى عنصر غير مستقر، متفجر وغير متوقع". " بن يشاي" أوضح أن هذا هو السبب الذي دفع الجيش الإسرائيلي أمس إلى تطويق الخليل المحتلة وذلك لمنع اليهود من الوصول إلى تجمعات السكان العرب، ولمنع العرب من الخروج إلى الشوارع التي يتحرك فيها اليهود، مشيرا إلى أن عملية الفصل هذه ومنع الاحتكاك تمثل ضرورة عاجلة، لاسيما في ظل شهر رمضان الذي تتأجج فيه المشاعر الدينية للمسلمين. على حد قوله. بالنسبة للرد الإسرائيلي يرى المحلل المخضرم أن على حركة حماس أن تدفع ثمنا باهظا ولكن يجب أيضا التفكير في المستقبل، فعلى إسرائيل أن تكون حذرة في الرد وأن تعمل فقط على سحق البنية التحية لحماس في الضفة الغربية بشكل يفوق ما حدث خلال الأسابيع الماضية. وأضاف : ”تعافي حماس من الضربة التي تلقتها حتى الآن يمثل خطرًا على السلطة الفلسطينية أيضا. في هذه الأيام التي يحتل فيها الإسلام المتشدد مناطق واسعة في الشرق الأوسط ومن المحتمل أن يصل أيضا للأردن، فإن بنية حماس في الضفة من شأنها أن تكلفنا نحن وأبو مازن ثمنا فادحا. لذلك فإن الخطوة المطلوبة والضرورية هي تعميق الإضرار ببنى حماس التحتية بالضفة على قاعدة المعلومات التي تم جمعها في الأسابيع الأخيرة. لكن في نفس الوقت يجب السماح لحماس بالاستمرار في السيطرة على غزة. لماذا؟ لأن البدائل سيئة للغاية". وذهب " بن يشاي" إلى أنه من الخطأ القيام بعمل عسكري في قطاع غزة، حتى وإن كانت حماس مسئولة بوجه عام عن الاختطاف ولا تسعى لمنع إطلاق الصواريخ من القطاع بكثافة تجاه إسرائيل. “ بالإضافة إلى ذلك، إذا ما طرح اقتراح ببدء عملية عسكرية في غزة فمن المرجح أن يعترض عليه معظم أعضاء المجلس الوزاري المصغر ( الكابينيت) لماذا؟ لأن حماس غزة لم تكن متورطة في الاختطاف لذلك فإن دخول الجيش للقطاع سيفسر كعملية عقاب جماعي لن يتفهمه المجتمع الدولي، بل وسيدينه. إن أحد الأشياء التي يجب ألا تفقدها دولة إسرائيل هي الشرعية الدولية لعملياتها". “ سبب آخر يمنعنا من شن عملية على غزة هي أننا من المحتمل أن نجد أنفسنا في حرب تتلقى فيها الجبهة الداخلية كميات كبيرة من الصواريخ. ليس فقط مستوطنات النقب الغربي، بل أيضا تل أبيب، هرتسليا والقدس. لا يدور الحديث عن نزهة، بل حرب قد تتسع في المنطقة وتورطنا أيضا مع مصر"