اصيب 18 شخصا بجروح طفيفة الاحد خلال تفريق تظاهرة تخللتها اعمال عنف و قام بها البان في كوسوفو للمطالبة بفتح المرور فوق جسر يربط بين الجانبين الصربي والالباني في مدينة ميتروفيتسا المقسومة بين المجموعتين. وبين الجرحى الذين اصيبوا بحجارة رشقها متظاهرون ستة شرطيين ومصوران وقد استخدمت الشرطة الغازات المسيلة للدموع لتفريق التظاهرة. وشارك في هذه التظاهرة حوالى الف شخص وقالت الشرطة في بيان انها اعتقلت عددا كبيرا منهم. وكانت شرطة مكافحة الشغب تساندها وحدات من قوة حلف شمال الاطلسي في كوسوفو اغلقت نهار الاحد مدخل هذا الجسر الواقع على نهر ايبار الذي يفصل بين الشطرين الصربي والالباني من مدينة كوسوفسكا ميتروفيتسا (شمال) لمنع المتظاهرين من عبوره. وذكر صحافي من وكالة فرانس برس ان المتظاهرين قاموا بعد تفريقهم باحراق سيارتين للشرطة وآليتين للبعثة الاوروبية للشرطة (يوليكس). وجاءت هذه التظاهرة بعد اربعة ايام على قرار السلطات البلدية لصرب مدينة كوسوفسكا ميتروفيتسا اقامة حاجز من اوان مزروعة باشجار الصنوبر بدلا من حاجز ترابي على الجسر. وقال غوران راكيتش رئيس بلدية الجانب الصربي من المدينة ان القرار كان بدافع اقامة "حديقة سلام". لكن رئيس الوزراء الكوسوفي هاشم تاتشي دان هذا القرار معتبرا انه "لعبة خطيرة وغير مشروعة"، مؤكدا ان المسؤولين عنه سيمثلون امام القضاء "عاجلا او آجلا". وقال تاتشي في بيان "اطلب من القادة المحليين للمجموعة الصربية ان يتحلوا بالحكمة وان يزيلوا هذا الحاجز" لاتاحة مرور الآليات على هذا الجسر. وكان حاجز اسمنتي اقيم في يوليو 2011 عند المدخل الصربي من الجسر للتعبير عن رفض صرب كوسوفو الاعتراف بالسلطات المركزية التي اعلنت من جانب واحد في 2008 استقلال كوسوفو عن صربيا التي لم تعترف بذلك. وقال قائد الشرطة المحلية زيليكو بويتس ان هدوءا حذرا ساد ليل الاحد الاثنين بعد المواجهات. وتحدث عن "وحدات من الشرطة تقوم بدوريات ليلا في المنطقة لاسباب امنية". ودعت حكومة كوسوفو الى الهدوء وطلبت من جديد بفتح الجسر امام حركة السير. من جهته، دعا قائد القوة الدولية في كوسوفو سلفاتوري فارينا الى الهدوء والحوار بين الصرب والالبان في كوسوفو. وبرعاية الاتحاد الاوروبي، وقعت صربيا وكوسوفو في ابريل 2013 في بروكسل اتفاقا تاريخيا يهدف الى تطبيع العلاقات بينهما. ومنذ ذلك الحين وبتشجيع من بلغراد، ابدى الصرب مؤشرات مشجعة حيال بريشتينا من بينها مشاركتهم مطلع يونيو للمرة الاولى في انتخابات تشريعية في كوسوفو. وقد ادلى حوالى 53 الف صربي باصواتهم في هذه الانتخابات، كما ذكرت صحف بلغراد حينذاك. ويبلغ عدد الصرب في كوسوفو 120 الف شخص يقيم اربعون الفا منهم في الشمال المنطقة المتاخمة لصربيا والخارجة عمليا عن سلطة بريشتينا. وكوفئت صربيا بفتح مفاوضات في يناير لانضمامها الى الاتحاد الاوروبي. الا انها ما زالت لا تعترف باستقلال كوسوفو الذي يبلغ عدد سكانه 1,8 مليون نسمة. وكان النزاع في كوسوفو (1998-1999) اسفر عن سقوط حوالى 13 الف قتيل غالبيتهم من البان كوسوفو. وقد انتهى بضربات جوية نفذها الحلف الاطلسي ووضعت حدا للقمع الذي مارسته القوات الصربية ضد الانفصاليين الكوسوفيين والمدنيين الالبان في المنطقة التي كانت اقليما تابعا لصربيا. وتتولى بعثة "يولكس" التي اطلقت في 2008 بعد بضعة اشهر من اعلان استقلال كوسوفو عن صربيا ومدد برلمان كوسوفو مهمتها حتى يونيو 2016، مهمة تعزيز دولة القانون في هذا الاقليم.