هنأ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما على فوزه في الانتخابات، داعيا الأخير لتحقيق التغييرات التي يتطلع العديد من شعوب العالم إلى رؤيتها في السياسات الأميركية الخارجية، وذلك بعد ساعات من تحذير إسرائيل الرئيس الجديد من مخاطر فتح حوار مع إيران. جاء ذلك في رسالة مفتوحة وجهها أحمدي نجادي عبر وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إلى أوباما ممتدحا فوزه الكبير في الانتخابات الرئاسية آملا أن يستغل الأخير "الفرص القصيرة التي يمنحها الله للناس، ويترك اسما طيبا عبر تقديم مصالح الناس الحقيقية والعدالة على المتطلبات الجشعة لأقلية أنانية من المجتمع". ودعا أحمدي نجاد في رسالته الرئيس المنتخب "للاستجابة سريعا وبشكل واضح للمطالب الخاصة بتحقيق التغييرات الأساسية في السياسة الداخلية والخارجية التي يريدها جميع الناس في الولاياتالمتحدة والعالم". وقال الرئيس الإيراني إن بلاده تتوقع من أوباما أن يستبدل سياسات الولاياتالمتحدة "المادية والاحتلال وفرض العلاقات غير العادلة" بغيرها من السياسات القائمة على" العدل واحترام حقوق الأمم وعدم التدخل بشؤونها". رفع العقوبات وفي وقت سابق دعا المدعي العام في إيران آية الله قربان علي دري نجف أبادي الرئيس الأميركي المنتخب أوباما لإبداء حسن النوايا ورفع العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن نجف أبادي قوله في تصريح من مدينة تبريز شمال إيران إن "طلب العفو وإبداء الندم على الأفعال السابقة للحكومة الأميركية من الممكن أن يؤدي إلى المغفرة من الشعب الإيراني". وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي وصف في تصريح انتخاب أوباما رئيسا للولايات المتحدة بأنه "إشارة واضحة" على أن الشعب الأميركي يريد التغيير، وأعرب عن أمله بأن تحقق الإدارة الأميركية الجديدة مطالبة الناس لها بأن تنأى بنفسها عن السياسات الخاطئة للإدارة الحالية. وانضم المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين إلهامي إلى موقف متكي في تصريح أعرب فيه عن أمله في أن يحدث أوباما التغييرات الأساسية لسياسات الولاياتالمتحدة مع العالم والتي قامت في عهد الرئيس جورج بوش على "الهيمنة والاعتداء على الدول الأخرى". وقال إلهامي إن "هذه التغييرات من شأنها أن تحسن صورة الولاياتالمتحدة وتتغلب على عدم الثقة المتزايدة فيها". تحذير إسرائيلي وتأتي رسالة الرئيس الإيراني إلى رئيس الولاياتالمتحدة الجديد بعد ساعات من تصريحات لوزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني حذرت فيها من إعلان الرئيس أوباما استعداده للحوار مع الإيرانيين مما قد يدل -بحسب قولها- على مؤشر ضعف في المواقف الدولية الساعية لمنع إيران من تحقيق طموحاتها النووية. بيد أن ليفني التي ستقود حزب كاديما في الانتخابات النيابية الإسرائيلية المقررة في فبراير لمقبل عادت وأكدت أن الأهم من ذلك كله أن الولاياتالمتحدة "تحت قيادة أوباما غير راغبة في قبول امتلاك إيران السلاح النووي" الذي يشكل تهديدا لوجود إسرائيل التي لن تستبعد أي خيار كان لمنع ذلك، بحسب تعبيرها. يشار إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما أعرب عن استعداده للقاء الرئيس الإيراني وفتح حوار مع طهران، معتبرا أن هذا التصرف سيعطي الولاياتالمتحدة المصداقية الأخلاقية لتشديد العقوبات على إيران إذا رفضت التخلي عن برنامجها النووي، دون أن يستبعد في خطاباته الانتخابية استخدام الخيار العسكري.