توقعت صحيفة "هيرالد ترابيون" الأمريكية إنهاء "فترة الرخاء" التي شهدتها قناة السويس في الفترة الأخيرة, وذلك جراء الأزمة الاقتصادية العالمية وارتفاع معدلات القرصنة عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر. وقالت الصحيفة: إنه على الرغم من أن بنك الاستثمار المصري المجموعة المالية - هيرميس أكد أن دخل القناة قد يبلغ مستوى قياسيًا قدره 6.1 مليارات دولار في السنة المالية الجارية بزيادة نحو 18% عن السنة المالية السابقة، إلا أنها أشارت إلى توقعات الخبراء بتباطؤ نمو الإيرادات إلى 10% في السنة المالية 2009-2010، بسبب تراجع الطلب الأوروبي. ونقلت الصحيفة عن رئيس القناة أحمد فاضل أن القناة تمثل جزءًا من الوضع الاقتصادي العالمي السيئ, وأنه من المتوقع أن يكون لأي تراجع في النمو أثر على التجارة البحرية. وأشارت الصحيفة إلى أنه بالإضافة إلى عدوى الأزمة المالية العالمية، فإن مصر تكافح للتغلب على عجز مالي واستياء شعبي من التضخم السنوي الذي بلغ 21.5% في المدن في سبتمبر الماضي، فيما نقلت عن رئيس الوزراء أحمد نظيف هذا الشهر أن الركود العالمي قد يؤثر على القناة وكذلك السياحة والصادرات وكلها مصادر رئيسة للنقد الأجنبي. وأوضحت أن القناة تعتبر مصدر انتقاد للحكومة المتحالفة مع الولاياتالمتحدة، حيث طالبت المعارضة مرارًا حكومة الرئيس حسني مبارك بإغلاق القناة أمام السفن الحربية الأمريكية وخاصة خلال حرب العراق وحاولت استخدام هذه المسألة لحشد الرأي العام ضد السياسة الخارجية المصرية، فيما زادت هذه المطالبات في مارس الماضي عندما أطلقت سفينة تابعة للبحرية الأمريكية النار على تجار مصريين اقتربوا بزورقهم منها فقتلت أحدهم ليتجدد الجدل حول هذه المسألة. عمليات القرصنة ومستقبل القناة أما عن عمليات القرصنة والسطو على السفن التي انتشرت في الفترة الأخيرة عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر فقد صرحت الصحيفة بأن شبح عمليات القرصنة، أصبح يخيم على احتمالات النمو مستقبلاً، فقد صَعَّد قراصنة صوماليون مدججون بالسلاح نشاطهم وارتفع معدل هجماتهم إلى هجوم كل يوم تقريبًا. ووفقًا لمجموعة "تشاتام هاوس" للشئون الدولية، فإن القرصنة قد تؤدي لابتعاد بعض السفن عن خليج عدن؛ ما سيؤدي إلى خفض حركة المرور عبر القناة. وكان مصدر مسئول بقناة السويس قد عبر عن قلقه إزاء تنامي الخوف من رفع شركات التأمين العالمية مخصصات التأمين للسفن المارة بالقناة عبر خليج عدن باعتبارها منطقة "عالية الخطورة"، ما سيدفع السفن لتحويل مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، الأمر الذي قد يفقد القناة قيمتها كممر ملاحي عالمي. تحذير من مخططات دولية لتدويل البحر الأحمر من جانبه صرح الخبير العسكري والإستراتيجي طلعت مسلم بأن لدى الولاياتالمتحدة مخططًا لتدويل البحر يسمح بوجود إسرائيلي، محذرًا من أن مكافحة القرصنة "لا تعني وجود قوات بحرية فقط وإنما قوات جوية أيضًا، ما يجعل الوجود الدولي غير قاصر على المياه الإقليمية". لكنه أكد أن أي إجراءات في البحر الأحمر لا يمكن أن تتم بنجاح دون تعاون دول أساسية أهمها اليمن وجيبوتي والصومال "وهي دول تعارض الوجود الإسرائيلي"، مطالبًا بمبادرة وتحرك عربيين عاجلين وأن يقتصر الدور الدولي على المساعدة فقط. وقال: إن أي قوات دولية ستوجد في المنطقة ستكتسب حقوقًا قد تستغلها في أمور أخرى بخلاف تأمين الملاحة، محذرا من أن استقدام هذه القوات "سيكون سابقة يصعب التغلب عليها". وختم بقوله: إن البحر الأحمر يعد امتدادًا لقناة السويس, كما أن خليج عدن امتداد للبحر الأحمر، ما يوجب على مصر التحرك لتأمين الملاحة في المنطقة من منطلق الحفاظ على نشاط القناة، وإن لم تكن هناك مسؤولية دولية على مصر في تأمين حركة السفن في البحر الأحمر.