في اطار الاستعدادات لاحباط اي هجوم قد تشنه ايران على الكيان الصهيوني بصواريخ ذاتية الدفع، زودت الولاياتالمتحدة حليفها الكيان الصهيوني الأسبوع الماضي بنظام جديد مضاد للصواريخ مخصص أساسا لتعقب إطلاق الصواريخ الباليستية. واوضح مسؤولون ان الرادار نصب في قاعدة نيفاتيم العسكرية بجنوب اسرائيل التي تستضيف بانتظام تدريبات امريكية اسرائيلية للدفاع الجوي. وقالت الإذاعة ومسؤولون إسرائيليون إن الصواريخ التي يبلغ مداها نحو ألفي كيلومتر وأرسلت مع أكثر من 120 جنديا أميركيا قد تم نصبها في صحراء النقب تخوفا من هجمات صاروخية إيرانية في حال اندلاع حرب بين الولاياتالمتحدةوإيران على خلفية البرنامج النووي الإيراني. ورغم أنه لم يعلن رسميا بين البلدين عن هذه الخطوة، إلا أن مسؤولين عسكريين قالوا إن النظام الجديد سيساعد إسرائيل في تعقب الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، وسيزيد من مدى استجابة صاروخ "السهم" إسرائيلي الصنع لاعتراض الصواريخ. وتسعى الولاياتالمتحدة بنشرها الصواريخ في إسرائيل -مثلما فعلت في اليابان والتشيك- إلى نصب شبكة متكاملة للتصدي للصواريخ المحتمل إطلاقها من إيران وغيرها حسب ما تقول. وقال مسؤول طلب عدم ذكر اسمه او جنسيته "هذا تطوير كبير للاستعدادات الثنائية للتهديدات التي تواجه اسرائيل." وسئل عن توضيح التهديدات فاشار الى ايران وسوريا. ووصف مسؤولون امريكيون نظام الرادار الذي طورته شركة رايثون بأنه قادر على رصد جسم في حجم كرة البيسبول من على بعد نحو 4700 كيلومتر. وسيمكن هذا النظام الصاروخ أرو من اعتراض الصاروخ شهاب 3 الايراني ذاتي الدفع في منتصف الطريق تقريبا خلال رحلته المفترضة الى اسرائيل والتي تستمر 11 دقيقة. وحصل وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك على موافقة وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) على تزويد اسرائيل بالرادار القوي خلال محادثات في يوليو تموز. وقال الامريكيون انهم سيفتحون مجالا أكبر أمام وصول اسرائيل للاقمار الصناعية الخاصة بنظامهم للدعم الدفاعي والذي يرصد الصاروخ لحظة اطلاقه. وبالتوازي مع ذلك تطور الحليفتان معا درع صواريخ أرو الذي يطلق صواريخ اعتراضية لاسقاط الصواريخ الاتية على ارتفاع كبير. وقال مسؤول على دراية بالصفقة انها تعويض عن عزوف الادارة الامريكية عن دعم استعدادات اسرائيل لهجوم محتمل على ايران مشيرا الى ان التركيز الامريكي ينصب على الاجراءات المضادة. واوضح المسؤول "اراد باراك حزمة كاملة.. دفاعية وهجومية. لكن ما حصل عليه من (وزير الدفاع الامريكي روبرت) جيتس هو حزمة دفاعية فحسب." ويعكس الرادار الواسع المدى عمق علاقات الدفاع بين اسرائيل والولاياتالمتحدة. لكن بزيادة الاعتماد الفني على حليفتها فان اسرائيل ربما تعزز من سلطة واشنطن على الاعتراض على عمل اسرائيلي احادي يهدف الى منع ايران من الوصول الى اسلحة نووية