أعلن اللواء ذياب العلي، قائد قوات ما يسمى "الأمن الوطني" الفلسطيني في الضفة الغربية، أن السلطة في رام الله، قد تلجأ للقوة لاستعادة السيطرة على قطاع غزة، "إذا لم يتم استعادتها بالحوار"، وفق تعبيره. وأضاف في مقابلة مع صحيفة /هآرتس/ العبرية، نشرت اليوم الأحد (21/9)، أن السلطة الفلسطينية "لا تستبعد اللجوء للقوة من أجل احتلال قطاع غزة من أيدي حماس، وعلينا الاستعداد لهذا الخيار إلا أنه يتطلب موافقة كل من مصر وإسرائيل والأردن". وجاءت أقوال العلي الذي يعتبر مقرباً من رئيس السلطة محمود عباس، عشية مغادرة وفد حركة "فتح"، صباح الجمعة متوجهاً إلى العاصمة الأردنية عمان، ومن ثم إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين بشأن المصالحة الوطنية. واستبعد العلي أن تشكل حركة "حماس" خطورة على سلطة "فتح" في الضفة الغربية، معتبراً أن "حماس" لم يعد لديها قوة في الضفة الغربية تعتبر تحدياً حقيقياً للسلطة الفلسطينية، وفق اعتقاده. مشيرا إلى أن التصريحات الصهيونية حول قوة "حماس" في الضفة مبالغ بها، كما قال. وفي رده على تصريحات العلي، أكد رئيس حكومة تسيير الأعمال الوطنية إسماعيل هنية أن الأوضاع في قطاع غزة، لن تعود إلى ما كانت عليه قبل سيطرة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على القطاع، مشدداً على أن غزة تعرضت لمؤامرة كبيرة. وقال هنية خلال صلاة التراويح التي أقيمت في المقر الرئيسي للشرطة بمدينة غزة مساء السبت (20/9): "إننا نصنع اليوم تاريخاً جديداً، ونقول للناس لن تعود الأمور للوراء، ولن تعود أبداً للشعب الفلسطيني ولحياة الشعب الفلسطيني". وأضاف: "أن إقامة صلاة التراويح وإحياء هذه الليلة بهذا الحشد من الوزراء والقادة والضباط، هو رسالة إلى شعبنا وامتنا أن هذه الشرطة بقيادتها وضباطها وجنودها، وان قوى الأمن مؤسسة مؤمنة مجاهدة ربانية تسعى إلى إرضاء ربها وتتوق إلى نصر من عنده، لاستكمال مشروع التحرر باتجاه القدس والأقصى والأغوار". وتطرق رئيس الوزراء في كلمته إلى دروس فتح مكة، وقال: "إن فيها العديد من الدروس التي تنطبق علينا، فأيما شخص يأتي إلينا معترف بخطئه وبمسيرته العبثية، سنقول له كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح لا تثريب عليكم اليوم". واتهم هنية بعض الفلسطينيين والعرب بتدبير مؤامرة كبيرة ضد قطاع غزة، والوقوف ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وقال "نحن تعرضنا لمؤامرة كبيرة، فالأمريكان ضدنا، وبعض الأوربيين، وبعض إخواننا الفلسطينيين ضدنا، والعدو الصهيوني عدونا، وبعض أشقائنا العرب وقفوا أيضاً ضدنا". وتابع "أن الذي جرى منذ الفوز بالانتخابات كان محطات صعبة ومؤامرات خطيرة، ولكن واكبها ثبات في الموقع ونصرة وتأييد من الشعب والأمة، وهو لا نقرأه بالمفهوم السياسي الضيق فحسب وليس على قاعدة ما أسموه الانقلاب أو الحسم ولكن نقول انه المشروع والفكرة المستمدة من القرآن ومن النبوة فإننا نصنع تاريخا جديدا"، مضيفا أنه "لا عودة إلى الفلتان الأمني والإداري وفوضى العائلات والمعابر"، مشيدا في الوقت نفسه بالجهود التي بذلتها وزارة الداخلية اليوم على معبر رفح. وأشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة تخطت الكثير من الصعاب، "وفي كل مرة كانت تواجه مخططا أو مؤامرة تتخطاه وتمضي بمعية الله سبحانه وتعالى رغم وقوف الأمريكيين والمحتلون وبعض أبناء شعبنا وبعض العرب ضد هذه الحكومة، إلا أنها قدمت انجازات كبيرة وعظيمة وخاصة في حفظ الأمن والأمان والاستقرار للمواطنين ونشر العدل وسيادة القانون وحاربت الجريمة والمجرمين".