رفض شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي بإصرار التنازل عن الدعوى اقضائية التي أقامها ضد عادل حمودة رئيس تحرير جريدة "الفجر" ومحمد الباز نائب رئيس التحرير بسبب نشرهما صورة له وهو يرتدي الزي المسيحي "مركبة بالكمبيوتر" على صفحات جريدة "الفجر" وهو ما اعتبره طنطاوي إهانة له وللدين الإسلامي الذي يمثله كشيخ للأزهر. ورفض طنطاوي وساطة مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين، وأغلب أعضاء مجلس النقابة الذين زاروه بمشيخة الأزهر أمس ، وحاولوا اقناعه بالتنازل لمدة ساعة. وطلب وفد النقابة من طنطاوي التنازل عن الدعوي التي اقامها ضد «الفجر» بعد نشرها مقالا تطالبه فيه بعدم زيارة بابا الفاتيكان لأنه أساء للدين الإسلامي. وفي تعليقه علي الرفض قال مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين " ناشدته بكل الطرق والوسائل لأن القضية ليست عادل حمودة أو الفجر لكنها قضية قد ينتج عنها حكم بالحبس مما يكرس حبس الصحفيين وهو ما نرفضه تماما»، وأضاف مكرم أنه حرصا علي مصلحة الصحفيين كان علي استعداد لعقد جلسة تأديبية أمام مجلس النقابة يكون حكمها أقوي من الحكم الصادر من محكمة أول درجة، لأنه سُيحترم من جميع الصحفيين المهنيين . وقال " قلت لشيخ الأزهر إننا معك في استنكار ما نشر لكننا مصرون علي تطبيق ميثاق الشرف الصحفي، ورغم ذلك أصر علي قراره، ورفض وساطة أغلب أعضاء المجلس وليس أنا فقط ، وأنا في النهاية قلت له أرجو ألا تصدر حكما نهائيا بالرفض، وأرجو أن تعيد النظر في زيارة وفد من مجلس النقابة بأغلب أعضائه من أجل حماية الصحفيين من الحبس . وأشار النقيب إلي أن عادل حمودة لو طلب أن يذهب إلي المحكمة ويشرح للقاضي ما بذله من جهد في محاولة اقناع طنطاوي بالصلح، فلن يتردد في ذلك . وأعرب عبدالمحسن سلامة، وكيل أول النقابة، عن صدمته في رفض طنطاوي الصلح وقال " كنا نتمني أن يقبل محاولتنا تقديرا لمسعي النقابة وتوقعنا ردا أفضل من ذلك لأن الإمام الاكبر يمثل وجه التسامح والإسلام المعتدل ، وأكد سلامة أن المجلس كان يعرض علي طنطاوي إحالة القضية إلي لجنة التحقيق النقابية لتتولي النقابة النظر في القضية»، وقال سلامة: «سندرس الأمر ونري كيفية التضامن مع حمودة بالشكل الأفضل . وقال جمال عبدالرحيم عضو المجلس إن النقيب وأعضاء المجلس عرضوا علي طنطاوي إصدار أي بيان اعتذار يريده ويدين ما نشر إلا أنه رفض بإصرار عجيب قائلا " اللي نشر الموضوع ده مش صحفي ولا عضو نقابة الصحفيين قاصدا- محمد الباز"، ونقل عبدالرحيم عن شيخ الأزهر قوله: «هذه ليست إهانة لي فقط بل إهانة للإسلام أيضا». وأضاف عبدالرحيم: "شيخ الازهر تساءل: وانتو كنتوا فين لما الموضوع اتنشر " فأجابه النقيب " لم نكن قد انتخبنا بعد فنحن المجلس الجديد لنقابة الصحفيين لكن طنطاوي أصر علي أن حقه سيأخذه من القضاء وليس بأي طريق آخر" . وتابع عبدالرحيم: إنه اتفق وأعضاء المجلس علي حضور الجلسة القادمة لمحاكمة عادل حمودة في 11 أكتوبر القادم بمحكمة جنايات الجيزة ، للتضامن معه، خاصة أننا عرضنا علي شيخ الازهر جميع الوسائل الممكنة لكنه رفض بإصرار . وقالت عبير سعدي عضوة المجلس: «أنا مندهشة من الاصرار الغريب لشيخ الأزهر علي عدم التنازل عن الدعوي خاصة أننا في شهر رمضان الكريم، والمفروض أن شيخ الازهر يمثل التسامح الإسلامي. وأكدت أن النقابة ستساند الزميل الصحفي عادل حمودة ضد أي قرار حبس يصدر ضده، وأضافت أن نضال الصحفيين مستمر ضد أحكام حبس الصحفيين والتأكيد علي أن محاسبة الصحفي من خلال النقابة، وفقا لميثاق الشرف الصحفي