أفادت صحيفة (معاريف) الصهيونية في عددها الصادر أمس الأربعاء إن قادة الدولة العبرية قرروا البدء بحملة إعلامية واسعة النطاق لإقناع المجتمع الدولي بضرورة قيام الاحتلال باجتياح قطاع غزة. ولفتت الصحيفة إلي أن رئيس الوزراء ايهود اولمرت عاد من ألمانيا وهو يحمل في جعبته الضوء الأخضر من المستشارة الألمانية انغيلا ميركل للشروع في العملية العسكرية ضد البني النحتية للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، علي حد تعبير مصدر سياسي رسمي في تل أبيب وصفته الصحيفة بأنه رفيع المستوي. وقالت الصحيفة إن الحملة الإعلامية الصهيونية هي طلقة افتتاح العملية البرية في قطاع غزة. حملة إعلامية وأكد المحلل السياسي بن كاسبيت، المعروف بصلاته الوطيدة مع صناع القرار في تل أبيب، أن قادة الدولة العبرية لم يقرروا حتى الآن ما هو الأهم للكيان: العملية السلمية مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن)، أم الشروع في العملية العسكرية في غزة. وأكدت المصادر الصهيونية انه خلال الأيام القريبة القادمة ستبدأ الحملة الإعلامية الواسعة حيث سيقوم المسئولون الصهاينة بدعوة السفراء الأجانب في تل أبيب وكبار الصحافيين الأجانب وسيشرحون لهم ما أسموه الوضع الكارثي الذي يعيشه الصهاينة الذين يقطنون في مستوطنات ما يسمي بحاضن غزة، بمن في ذلك سكان بلدة سديروت، وسيؤكدون لهم أن تل أبيب لا يمكن أن تتحمل الوضع الحالي، وأنه يتحتم عليها أن تعمل بكل ما أوتيت من قوة بهدف تغيير الوضع. وهذا التغيير، سيؤكد المسئولون، يمكن تغييره عن طريق عملية عسكرية فقط. نجاح لحماس من جهة أخرى وصفت الأجهزة الأمنية الصهيونية أحداث الأسابيع الأخير كنجاح كبير لحركة حماس، والذي يفرض علي تل أبيب جدول أعمالها في الواقع. وكان بعض الهيئات الأمنية قد توقعت أن حركة حماس سوف تستغل الضعف النسبي للدولة العبرية في توفير الرد علي إطلاق النار من قطاع غزة والمسؤولية عن وضع السكان المدنيين فيها، من أجل تحويل الإجراءات العقابية إلي رافعة إعلامية وسياسية. فتشديد الحصار علي قطاع غزة سمح لحماس بعرضه كأزمة إنسانية لممارسة الضغوط علي مصر والدول العربية الأخرى وعلي رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، علي حد قول المصادر ذاتها. وقال سفير الكيان الصهيوني السابق لدي الولاياتالمتحدةالأمريكية داني ايالون إن الدولة دخلت مصيدة حماس، وقال المحلل في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات معين رباني إن تل أبيب أعطت حماس المبرر الذي تحتاجه لاتخاذ إجراءات غير مسبوقة، فيما قال الجنرال المتقاعد شالوم هراري من معهد مكافحة الإرهاب في المركز المتعدد المجالات في مدينة هرتسليا إن انتصار حماس في غزة سيقتصر علي العلاقات العامة، وزاد أن الوضع قد يبدو أسوأ في الظاهر لكن تل أبيب لم تفقد سيطرتها علي حدودنا، علي حد قوله.