في تصعيد للضغوط الأمريكية ضد روسيا بسبب الأزمة الحالية بين روسيا وجورجيا "حايفة الولاياتالمتحدة" أعلنت الخارجية الأمريكية أمس عن نيتها تجميد مشروع التعاون التعاون النووي مع روسيا في المجال المدني والذي كان تم تقديمه إلى الكونجرس الأمريكي في وقت سابق. وأعلن البيت الأبيض أن تلك الإجراءات "العقابية" جاءت بسبب اتخاذ الحكومة الروسية إجراءات "تتعارض وعلاقات سلمية مع جورجيا، جارتها الديمقراطية والمتمتعة بالسيادة". وأوضح الرئيس الأميركي ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس التي أعلنت القرار أن الاتفاق سيعرض مجددا للدرس عندما تصبح الفرصة مناسبة. ويعد سحب الاتفاق النووي تحركا من عدة خطوات تدرسها الولاياتالمتحدة للرد على الغزو الروسي لجورجيا، الذي أدى إلى تراجع العلاقات بين واشنطنوموسكو إلى أدنى مستوى منذ نهاية الحرب الباردة. من جانبها، أعربت روسيا عن أسفها إزاء القرار الأميركي، وقال مسؤول في الخارجية الروسية لوكالة (إنترفاكس) الروسية للأنباء إن "التعاون في مجال الطاقة النووية المدنية ليس أقل أهمية لروسيا عنه للولايات المتحدة". وفي إشارة أخرى للتوتر بين البلدين، أكدت روسيا أنها سترسل سفنا حربية وطائرات لإجراء مناورات مشتركة مع فنزويلا في البحر الكاريبي هذا العام. ترحيب جورجي ومن ناحية أخرى، وصف الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي قبول موسكو سحب قواتها إلى خطوط ما قبل تفجر القتال الشهر الماضي في أوسيتيا الجنوبية فور انتشار مراقبين أوروبيين هناك بأنه مجرد بداية على الطريق نحو التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار. وشدد ساكاشفيلي في مؤتمر صحفي في تبليسي مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على ضرورة احترام وحدة أراضي بلاده، ومن ضمنها إقليما أبخازيا وأوستيا الجنوبية في أي تسوية بعيدة المدى. وأكد أيضا أنه أصدر رسالة كرر فيها "التزامه باحترام الاتفاق" الذي وقع في أغسطس/ آب الماضي ويستبعد اللجوء إلى القوة، وهو شرط وضعته موسكو كي تسحب قواتها من الأراضي الجورجية. من جهته أوضح ساركوزي أن الاتحاد الأوروبي سيقوم بما دعاه استخلاص النتائج إذا لم تقم روسيا بسحب قواتها إلى مواقعها السابقة بحلول منتصف الشهر المقبل، مؤكدا أن الطريق ما زال طويلا لتحقيق هدف السلام المنشود. وأكد ساركوزي أن المراقبين ال200 الذين سيرسلهم الاتحاد الأوروبي إلى جورجيا قبل الأول من الشهر القادم سينتشرون في إطار مهمة الأممالمتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وسيكون بإمكانهم الدخول إلى أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. وفي وقت لاحق كرر ساركوزي ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو دعمهما للرئيس الجورجي الذي أعلن عن عقد مؤتمر للمانحين في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل لمساعدة بلاده. وكان ساركوزي أقر أمس اتفاقا مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف وافقت موسكو بمقتضاه على سحب قواتها بالكامل من الأراضي الجورجية الواقعة خارج الإقليمين الانفصاليين أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية بحلول ال11 من الشهر المقبل ونشر مراقبين أوروبيين بدلا عنها، لكن الاتفاق لم يتضمن الالتزام بتقليص وجودها العسكري في هذين الإقليمين. في هذه الأثناء يعد النواب الأميركيون في وقت لاحق اليوم لاستجواب الإدارة الأميركية والقادة العسكريين بشأن خططهم للتعامل مع ما وصفوه بالصعود الروسي المتنامي على الساحة الدولية.