حاول المرشح الرئاسي، عبد الفتاح السيسي، تقديم نفسه من جديد على أنه المخلص لمصر. وبعد أن لعب هذا الدور وهو يرتدي بزته العسكرية وعبر قيادته انقلاب 3 يوليو/تموز الماضي، أراد السيسي، وهو يرتدي بزة مدنية إقناع المصريين، اليوم الإثنين، من جديد أنه لا بد منه كمرشح ضرورة للرئاسة في المرحلة المقبلة، وإن تطلب ذلك “تحمل مخاطر أمنية”، بعد أن أشار إلى تعرضه لمحاولتي اغتيال حتى الآن لم يكشف عن تفاصيلهما. وفي أول مقابلة تلفزيونية له منذ الانقلاب، بثت بالتزامن على محطتي “اون تي في” و”سي بي سي” المصريتين، استحضر السيسي كلمة الارهاب أكثر من مرة، ولم يتردد في الموافقة إيجاباً على سؤال طرحه عليه المحاور، إبراهيم عيسى بأنه “لن يكون في مدة رئاسته شيء اسمه الإخوان المسلمون”. وفيما أشار إلى أن المصريين يرفضون المصالحة مع جماعة الاخوان المسلمين، قال إنه سيعبر عن إرادة الناخبين إذا فاز بالمنصب. واعتبر أن المصريين “دلوقتي بيقولوا لا (للمصالحة مع جماعة الإخوان)”. وأعلن المرشح الرئاسي أنه تعرض لمحاولتي اغتيال حتى الآن، دون الكشف عن ملابساتهما. وأشار وزير الدفاع المستقيل إلى أن التهديدات لشخصه لا تعنيه، لأنه يقبل بالقدر، ويعلم أن عمره “لن يزيد أو يقل يوماً”. وقال إن قراره بالترشح للرئاسة لم يكن بناءً على خُطة للاستيلاء على الحكم، ولكنه كان احتراماً لإرادة المصريين. وأشار إلى أن إحدى إشكاليات الأنظمة السابقة عدم التواصل مع المصريين، وأنه على الرغم من الحالة الأمنية، واحتمالات استهدافه، إلا أنه لن يختفي، وسيتواصل مع الجماهير. وأضاف: “لن أكون مختبئاً أو خائفاً”. وأوضح أن بيان عزل الرئيس المنتخب في 3 يوليو/تموز الماضي، “لم يكن إلا احتراماً لإرادة المصريين، والتي تعد أشرف من تولي سلطة الحكم”. وبعد أن تراجع عما أعلنه الصيف الماضي من أنه ليست لديه أية طموحات سياسية، برر تغيير رأيه والترشح للرئاسة بما وصفها ب”التهديدات التي تواجه مصر من الداخل والخارج”. وقال “إن التحديات التي تواجهها مصر، واستهداف أمنها، ومسؤوليته تجاه البلد، ومستقبلها، دفعه إلى التقدم للرئاسة، لمواجهة أخطار سقوط الوطن، نظراً لضخامة التهديدات التي تواجه الدولة المصرية”. وأضاف أنه “لا يمكنه التخلي عن الشعب”. واعتبر نزول المصريين بالملايين، للاستفتاء على الدستور، استدعاءً له للترشح. ولفت إلى أنه بنى قراره بعد متابعة ردود الفعل عبر التقارير الإعلامية واستطلاعات الرأي. وأوضح أن قراره النهائي للترشح اتخذه في 27 فبراير/شباط الماضي، الذي شهد اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وجاء ذلك بعد استدعاء بسطاء المصريين لترشحه، معتبراً أن احترام إرادة المصريين واجبة التنفيذ، لأنهم “السلطة العليا للدولة، وما حدث في كل من 25 يناير/كانون الثاني و30 يونيو/حزيران خير مثال”. وأشار إلى أنه أخذ رأي أسرته في الترشح، و”التي وافقت حباً في الوطن، وخوفاً عليه”، مشيداً بدور زوجته، ووعي المرأة المصرية، وتشجيعه على القرار نظراً “لحجم التخوفات على الوطن، والخوف على أبناء الوطن جميعاً”. وبحسب السيسي، فإن قيادات الجيش قالت له: “إحنا بنحبك، ومش عايزين نرشحك، لكن بنحب الوطن، وخايفين عليه، ومالناش خيار تاني”. ودافع السيسي عن الاتهامات التي توجه إلى الجيش بأنه يحكم مصر، قائلاً: “الجيش لم يحكم مصر من قبل، ولن يحكم الآن، وخلال ال30 عاماً الماضية كان الجيش يعمل في مهمته الأساسية في حماية الوطن”. وأضاف: “لن يكون للجيش دور في حكم مصر في المرحلة المقبلة”. ودار جدل بين السيسي والمحاور إبراهيم عيسى حول مصطلح “العسكر”. وقال السيسي، رداً على سؤال حول إمكانية تولي العسكر شؤون البلاد من خلاله: ” لن أسمح لك أن تقول مصطلح عسكر مجدداً، لأن اسمها المؤسسة العسكرية أو القوات المسلحة”. وعندما بادر عيسى بسؤال حول السبب في الحساسية المفرطة لمصطلح عسكر، أجابه السيسي لأنه “يستخدم حالياً للإساءة”. وفي شأن آخر، قال السيسي إن “الخطاب الديني في العالم الإسلامي أفقد الاسلام إنسانيته، وقدم الله بشكل غير لائق”، مضيفاً: “لا توجد دولة دينية في الاسلام، والدين الحقيقي ليس الذي نمارسه الآن”. وغلف ظلامٌ سماءَ القاهرة بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن عدد كبير من أحياء العاصمة، في الوقت الذي ظهر فيه السيسي في أول حوار تلفزيوني له، للحديث عن برنامجه الانتخابي. وأثار انقطاع الكهرباء لعدد كبير من الساعات، تزامناً مع الظهور الأول للسيسي، حالة من السخرية بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، “فيسبوك” و”تويتر”، فكتب محمد أحمد، أحد مستخدمي “فيسبوك” على صفحته متهكماً من انقطاع التيار الكهربائي “هل لا تزال الكهرباء تذهب إلى غزة؟”، في إشارة إلى التبرير، الذي كان سائداً عن أن سبب انقطاع الكهرباء في عهد مرسي يعود إلى تهريبها إلى قطاع غزة. أما نورا فوزي فلم تتمكن من متابعة الحوار لانقطاع الكهرباء، فكتبت تقول : “كنت في الأزهر، لا كهرباء في المحال ولا المقاهي. وعندما عدت إلى منزلي لم أجدها كذلك”. إلا أنها بدت سعيدة بذلك. وأضافت، رداً على صديقتها التي بدت منزعجة من متابعة الحوار: “الحمد لله أن الكهرباء مقطوعة، لأني لو تابعت الحوار لانزعجت مثلك”. وبدا أن مقابلة السيسي لم تلق استحساناً لدى كثيرين، مثل عبد اللطيف محمد، الذي كتب يقول “منك لله يا اللي رجعت النور”. وأوضح أنه على الرغم من انقطاع الكهرباء في حي الهرم، الذي يقطن فيه، لأكثر من 4 ساعات متواصلة، فإن “الكهرباء رجعت الساعة 9 بالضبط، ويا ريتها ما رجعت”. أما مجدي عبد الغني فقال عبر حسابه الشخصي على “تويتر”: “أسقطنا مبارك لأنه كان عسكرياً، وأسقطنا مرسي لأنه كان يقطع الكهرباء، وأتينا بالسيسي وهو عسكري ويقطع الكهرباء”، فيما قال أحمد مدحت: “طيب والله المفروض الناس بتوع الكهرباء دول يتحاكموا.. أول ظهور للسيسي على التلفزيون، يقطعوا الكهرباء تلات، أربع مرات!”.