اعتبر نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام أن حكم الأشغال الشاقة المؤبدة الذي صدر بحقه غيابيا في دمشق يعبر عن "حالة الاختناق" التي يعيشها النظام السوري و"عزلته الداخلية". وقال خدام في بيان تعليقا على حكم الأشغال الشاقة المؤبدة الذي أصدرته بحقه غيابيا المحكمة العسكرية الجنائية بدمشق السبت 30-8-2008 أن هذا الحكم "يعبر عن حالة الاختناق والقلق والضيق التي يعيشها النظام في سوريا بسبب عزلته الداخلية وكره المواطنين للنظام الذي حول سوريا إلى سجن كبير وزاد في معاناة شعبها بسبب استبداده وفساده". وأكد خدام في البيان الذي أصدره مكتبه الصحافي أن "هذا الإجراء وغيره لن يرهبه ولن يفقده عزيمته". وكان المحامي حسام الدين الحبش قال إن "المحكمة العسكرية الجنائية الأولى بدمشق برئاسة العميد القاضي محمد قدور أسد اصدرت قرارها رقم 406 تاريخ 17 اغسطس/آب الحالي بالأجماع بالحكم على خدام 13 حكما بالسجن لمدد مختلفة أشدها الأشغال الشاقة المؤبدة مدى الحياة". وانتقد خدام في بيانه ما ورد في الحكم القضائي عن إجرائه "اتصالات بدولة اجنبية وتحريضها على القيام بعدوان ضد سوريا, دون أن يحدد هذه الدولة والوقائع المزعومة" متهما النظام السوري بأنه "يفرط باستقلال وسيادة وكرامة سوريا مستخدما القمع في حمايته واستمراره". كما رد خدام على اتهامه بالاتصال بإسرائيل بالقول ان "السوريين والرأي العام العربي يعرفون الدور الذي تقوم به إسرائيل لحماية النظام الحاكم الفاسد والمستبد والضغوطات التي تمارسها من أجل فك عزلته وفتح باب الحوار معه". وأدين خدام بحسب نص الحكم الذي تسلمت فرانس برس نسخة عنه بتهم "المؤامرة على اغتصاب سلطة سياسية ومدنية وصلاته غير المشروعة مع العدو الصهيوني والنيل من هيبة الدولة ومن الشعور القومي وأشدها دس الدسائس لدى دولة أجنبية لدفعها العدوان على سوريا التي عوقب عليها بالمؤبد". وكان خدام انشق عام 2005 بعد انتقاده السياسة الخارجية السورية لا سيما في لبنان, وأسس في منفاه عام 2006 جبهة الخلاص الوطني التي تضم معارضين سوريين ابرزهم جماعة الإخوان المسلمين. وقد دعا خدام الى العمل على "التغيير السلمي في سوريا باسقاط النظام الديكتاتوري" والى بناء "دولة ديمقراطية حديثة في سوريا تقوم على اساس المواطنة". وأكد خدام بعد لجوئه الى باريس انه "على قناعة تامة" بان الرئيس السوري بشار الاسد "اعطى امر" اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في فبراير/شباط 2005.