بدأ وزير الدفاع الصهيوني ايهود باراك امس الاثنين زيارة رسمية إلي الولاياتالمتحدة سيسعي خلالها إلي إقناع الإدارة الامريكية بعدم إزالة الخيار العسكري ضد إيران عن جدول الأعمال الامريكي. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت امس أن إسرائيل تعتبر أن زيارة باراك للولايات المتحدة تنطوي علي أهمية إستراتيجية خاصة ، وسيلتقي خلالها مع عدد من المسؤولين الامريكيين أبرزهم نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع روبرت غيتس ورئيس أركان الجيوش المشتركة مايكل مولن. وسيتبع باراك إلي الولاياتالمتحدة خلال الأسبوع الحالي كل من وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير المواصلات شاؤول موفاز، وهما أيضا المرشحان الأوفر حظا بالفوز برئاسة حزب كديما وتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة خلفا لرئيس الوزراء ايهود أولمرت في انتخابات داخلية في كديما ستجري في أواسط شهر أيلول (سبتمبر) المقبل. وأكدت يديعوت أحرونوت علي أن الإدارة الامريكية بعثت رسائل واضحة إلي إسرائيل مؤخرا ومفادها أن الولاياتالمتحدة لا تؤيد حاليا شن هجوم عسكري ضد إيران. ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية رفيعة قولها إنه من دون حصول إسرائيل علي ضوء أخضر ومساعدة امريكية ستواجه إسرائيل صعوبة كبيرة في مهاجمة إيران. وكانت هيئة أركان الجيوش الامريكية المشتركة قدمت تقارير للرئيس الامريكي جورج بوش ووزير الدفاع روبرت غيتس مفادها أن هجوما عسكريا ضد إيران لا يضمن وقف البرنامج النووي الإيراني، الذي تقول إسرائيل إنه برنامج عسكري فيما تشدد إيران علي أنه لأغراض سلمية. وقالت يديعوت أحرونوت نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية إن هذه التقديرات الامريكية إضافة إلي تقرير المخابرات الامريكية الأخير الذي قال إن إيران أوقفت مساعيها لإنتاج سلاح نووي منذ العام 2003 هي التي تمنع الولاياتالمتحدة من منح ضوء أخضر لإسرائيل لتنفيذ هجوم عسكري. وأوضحت المصادر الأمنية الإسرائيلية أن هجوما عسكريا إسرائيليا ضد إيران من دون التنسيق مع الولاياتالمتحدة يكاد يكون مستحيلا، خصوصاً لأن إسرائيل ستحتاج إلي الحصول علي معلومات استخباراتية بشأن أهداف الهجوم خلال تنفيذه كما ستحتاج إلي مسارات جوية الأمر الذي يحتم تعاونا من جانب الامريكيين. من جهة أخري، أشارت تقارير صحافية صهيونية إلي أن التغيير الحاصل في سياسة إدارة بوش في نهاية ولايتها يعود أيضا إلي أن هذه الفترة ينبغي أن تتميز بتحقيق إنجاز دبلوماسي مع إيران وليس بتورط عسكري. وقال مصدر سياسي صهيوني للصحيفة إن الامريكيين انتقلوا إلي المسار السياسي والدبلوماسي مع إيران من دون تنسيق حقيقي مع إسرائيل. من ناحية اخري، أفادت صحيفة هآرتس امس بأن باراك سيبحث خلال زيارته في شراء أو استئجار عدد من مدافع بالانكس القادرة علي اعتراض قذائف هاون وصواريخ قصيرة المدي لنصبها في جنوب إسرائيل واعتراض الصواريخ والقذائف الفلسطينية التي تم إطلاقها من قطاع غزة قبل التهدئة هناك. وسيبحث باراك الحصول علي هذه المدافع رغم معارضة خبراء في جهاز الأمن الإسرائيلي ذلك كون هذه المدافع الامريكية ليست مفيدة بالقدر الكافي ويرون أن علي إسرائيل التركيز علي استكمال تطوير المنظومة الدفاعية قبة حديدية لاعتراض الصواريخ والقذائف والتي سيكون بالإمكان استخدامها بحلول العام 2011. من جانبه ابدي الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد استعداده للرد ايجابا في المفاوضات حول الملف النووي الايراني اذا تبنت الولاياتالمتحدة مقاربة جديدة، مكررا في حديث الي شبكة تلفزيونية امريكية ان بلاده لا تسعي الي تصنيع قنبلة نووية. وقال الرئيس الايراني في حديث الي شبكة ان بي سي بثت مقتطفات منه الاثنين نلاحظ اليوم اداء جديدا للولايات المتحدة ومسؤولي الولاياتالمتحدة. وهمي ان اعرف ما اذا كان هذا الاداء نابعا من مقاربة جديدة . وقالت الولاياتالمتحدة الاثنين انها تنتظر اعلانا نهائيا من ايران حول عرض التعاون الذي قدمته الدول الغربية بشأن برنامجها النووي بعد تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد التي اكد فيها ان ايران سترد ايجابا في حال اعتمدت واشنطن مقاربة جديدة. الي ذلك قال مساعد القوة البرية للجيش الايراني العميد حيدري امس الاثنين ان العدو لن يفكر بالاعتداء علي ايران لان جيشها سيحافظ علي سلامة اراضيه . ونسبت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ارنا الي العميد حيدري قوله ان العدو لن يفكر بالاعتداء علي البلاد لانه يعلم جيدا بان جيش الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يتحلي بمعنويات عالية وايمانه بالشهادة سيحافظ بصمود واقتدار علي سلامة ترابه . واشار العميد حيدري الي جهوزية القوات المسلحة وقال ان قوة واقتدار الجيش يضرب بها المثل اليوم .