في رد فعل يعكس الوجه الحقيقي للاحتلال الأمريكي، رفضت الولاياتالمتحدة تحديد جدول زمني للانسحاب من العراق، ضاربة بذلك تصريحات "حليفها" المالكي عرض الحائظ والتي ألمح فيها إلى إمكانية تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية التي تقودها الولاياتالمتحدة من العراق خلال لقائه سفراء عربا في الإمارات العربية التي يزورها منذ يومين، أنه يمكن التوصل لمذكرة تفاهم تسمح بمغادرة القوات الأجنبية العراق أو تحديد جدول زمني لذلك. وقد نفى كل من البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية أن تكون المباحثات الأمنية بين الحكومة العراقية والإدارة الأميركية بشأن وجود القوات الأميركية بالعراق تهدف إلى تحديد جدول زمني للانسحاب من العراق مناقضة تلميحات لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حول ذلك. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض غوردون جوندرو في اليابان حيث يحضر الرئيس الأميركي جورج بوش قمة مجموعة الثماني "المفاوضات والمناقشات عملية جارية كل يوم"، ولكن "من المهم تفهم أن هذه ليست محادثات بشأن موعد قاطع لانسحاب". نفي آخر تصريح المالكي بشأن الانسحاب نفاه متحدثان باسم البيت الأبيض وثالث يمثل البنتاغون (الفرنسية) وفي واشنطن ألمح متحدث آخر باسم البيت الأبيض أن الإدارة الأميركية ما زالت لا تؤيد تحديد أي موعد لانسحاب من العراق، لكن الإدارة لم تقفل الباب على مبدأ تحديد مدة انتشار القوات الأميركية في اتفاق مع الحكومة العراقية. وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ستانزل مشيرا إلى السفير الأميركي في بغداد ريان كروكر، "كما قال السفير كروكر، إننا نهتم بالظروف" التي تتيح انسحابا أميركيا، و"ليس بالجداول الزمنية، والطرفان متفقان على هذه النقطة". لكن المتحدث ميز بين "مواعيد دقيقة" يتعين على الجنود الأميركيين التقيد بها لمغادرة العراق ومبدأ المدة التي يستغرقها انتشارهم فيه. وقال ستانزل "من المهم أن ندرك أنها ليست مناقشات حول الموعد الدقيق للانسحاب". وحرص المتحدث الأميركي صراحة على إعادة تأكيد المعارضة الثابتة للرئيس جورج بوش وضع أي جدول زمني للانسحاب، إلا أن ستانزل أوضح أن الحكومتين الأميركية والعراقية اتفقتا على القول "إن من الأفضل أن تتخذ هذه القرارات بناء على الظروف الميدانية" بدلا من اتخاذها بناء على جدول زمني. ورفض ستانزل القول إن دعوة المالكي إلى الاتفاق على "مذكرة تفاهم" حول الوجود الأميركي في العراق تعني أن المفاوضات من أجل شراكة إستراتيجية أوسع تتعثر. وقال "لا أعتقد أن أحدا يستبعد الآخر"، واصفا مذكرة الاتفاق هذه بأنها واحد "من الخيارات الكثيرة لإضفاء الصفة الرسمية على العلاقة". البنتاغون يرفض من جانبها سارعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى الرد على تصريحات المالكي بالقول إن أي جدول زمني للانسحاب سيعتمد على الظروف الميدانية في البلد المضطرب. وردا على سؤال بشأن تصريحات رئيس الوزراء العراقي، صرح براين ويتمان المتحدث باسم البنتاغون للصحافيين "فيما يتعلق بالجداول الزمنية، سأقول الشيء نفسه الذي أقوله بشأن الوضع الأمني، وهو أن ذلك يعتمد على الظروف على الأرض". وأضاف "الجداول الزمنية هي مصطنعة في طبيعتها (...) وفي وضع تتحرك فيه الأمور بديناميكية كما يحدث في العراق، أقول لكم إنه في العادة يكون من الأفضل أن تستند هذه الأمور على الظروف على الأرض". ويجري العراق والولاياتالمتحدة مفاوضات لإرساء أسس قانونية لوجود القوات الأميركية بعد 31 ديسمبر/ كانون الأول عندما ينتهي تفويض قرار مجلس الأمن الدولي الذي ينظم انتشارها حاليا. وتثير هذه المفاوضات انتقادات في العراق نظرا لاشتباه المنتقدين في أن الولاياتالمتحدة تريد الاحتفاظ بقواعد دائمة لها في هذا البلد.