شنت السلطات الباكستانية حملة امنية موسعة في عدة مناطق على الحدود الافغانية الباكستانية استهدفت مقاتلي حركة "طالبان باكستان" التي يتزعمها بيت الله محسود، وقد بدأت تلك الحملة الباكستانية بأوامر أمريكية وغربية لمحاولة القضاء على مسلحي الحركة المجاهدة. وعلى إثر ذلك، علق زعيم حركة طالبان باكستان بيت الله محسود محادثات السلام التي يجريها مع الحكومة والتي كانت قد تكللت باتفاق هدنة بين الجانبين. ورجح محسود في اتصال هاتفي أجرته معه قناة "الجزيرة" الإخبارية أن تتبع حملة خيبر "تعليمات حكومية لشن هجمات في مناطق أخرى" مؤكدا أن المحادثات ستظل معلقة إلى حين توقف الحكومة عن شن هجمات على حركته. وكانت قوات باكستانية شبه عسكرية قد أطلقت اليوم حملة ضد طالبان باكستان والموالين لها في منطقة خيبر القبلية بهدف استعادة السيطرة عليها وتأمين الطريق البري الموصل إلى أفغانستان المجاورة. وقال قائد شرطة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي مالك نويد خان إن "العملية ضد المجرمين تمضي بسلاسة ليس هناك أي مقاومة حتى الآن ولا ضحايا حتى الآن". وذكر شهود عيان أن القوات تقوم بدوريات في شوارع منطقة خيبر التي خضعت لسيطرة المسلحين الموالين للزعيم الإسلامي في المنطقة مانغال باغ. وذكر مراسل الجزيرة في إسلام آباد أحمد بركات أن قوات الجيش الباكستاني دمرت ثلاثة مراكز للمسلحين "تتحكم بالطريق بين بيشاور وطورخم". أهداف الحملة وزعم قائد الشرطة أن العملية تهدف إلى حماية بيشاور من زحف طالبان وضرب تنظيم القاعدة المتواجد في المنطقة وحماية الطريق الدولي من عملياته، إضافة إلى وقف القتال بين جماعتين محليتين هما جند الإسلام وأنصار الإسلام. وجاء نشر القوات عقب سلسلة من الهجمات التي تعرضت لها الشرطة ورجال القبائل من قبل مسلحين يريدون إقامة حكم على طراز حركة طالبان التي حكمت أفغانستان. ومهدت القوات الباكستانية لعمليتها بفرض حظر التجوال على مدى الساعة في منطقة بارا المجاورة لبيشاور، ونشر وحدات من الجيش داخل مدينة بيشاور على مفارق الطرق الرئيسية. وذكر مراسل الجزيرة أن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني اعتبر أن العملية "شأن إقليمي" وسط معلومات أنه حضر إلى بيشاور ونفى أن تكون زيارته إليها على صلة بالعملية. يشار إلى أن هذه المنطقة شهدت عددا من الهجمات على القوافل التي تنقل معدات إلى القوات الغربية في أفغانستان، كما شهدت كثيرا من عمليات النهب والاختطاف بينها اختطاف نحو عشرين مسيحيا باكستانيا وإعدامهم. كما قامت حركة طالبان بتوزيع منشورات في القرى القريبة من المنطقة المستهدفة تدعو فيها السكان إلى طلب العدالة من محاكمهم الموازية للمحاكم الحكومية المحلية والفدرالية. وعقد مسؤولون محليون وفدراليون اجتماعا أمس في بيشاور تناولوا فيه تفاصيل عملية خيبر وتطرقوا إلى الوضع في منطقة سوات التي عقد المسؤولون المحليون فيها اتفاق سلام مع رجال دين موالين لطالبان، حسب ما أفاد مصدر حكومي. وقال المفاوض في الحكومة المحلية أفراسياب خطاب إن الإدارة المحلية تفكر في تنفيذ عملية مماثلة في سوات حيث يستعيد المسلحون بالتدريج السيطرة بعد أن كانوا قد طردوا على يد قوات الجيش.