شككت الولاياتالمتحدة في نجاح باكستان بالقضاء على مسلحي طالبان باكستان بعد الهجوم الذي نفذته في وادي سوات شمال غرب البلاد. وقال ريتشارد هولبروك المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستانوباكستان في تصريح صحفي "لا ندري على وجه الدقة إلى أي مدى استطاع الجيش الباكستاني تشتيت العدو أو تدميره".
وأضاف هولبروك "المحك لهذه العملية سيكون حينما يعود اللاجئون، وهل يمكنهم العودة إلى ديارهم، هل هم آمنون، سيتعين علينا أن ننتظر لنرى".
ورغم ذلك أشاد هولبروك بإسلام آباد على نقل قواتها من حدودها الشرقية مع الهند وإرسالها إلى الحدود الغربية مع أفغانستان.
وأثنت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بدورها في لقائها الخميس مع وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي في فوكيت بتايلند على جهود باكستان في هذا الشأن.
وفي سياق متصل نددت الولاياتالمتحدة بعدم استجابة المجتمع الدولي لتقديم الدعم المالي الكافي لمواجهة الأزمة الإنسانية في سوات.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن إريك شوارتز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية انتقاده على الخصوص "لدول الخليج عدم تقديمها الدعم المناسب" لمواجهة تلك الأزمة.
ويشن الجيش الباكستاني منذ أواخر أبريل/نيسان الماضي حملة عسكرية في وادي سوات أدت حسب مصادر رسمية إلى مقتل 1800 من المقاومين وتشريد قرابة مليوني نسمة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت قالت فيه مصادر رسمية وقبلية باكستانية إن زعيم حركة طالبان باكستان بيت الله محسود أجرى اتصالا بالحكومة عبر وسطاء تمهيدا لعقد محادثات سلام بين الطرفين.
وكشفت مصادر محلية باكستانية أن بيت الله محسود بدأ بإجراء اتصالات مع الحكومة الباكستانية نتيجة لتضييق الخناق الأمني ونزولا عند نصائح قياديي الحركة بضرورة إصلاح العلاقة مع إسلام آباد لتجنب إفشال مخططات الحركة في أفغانستان.
تطورات أمنية وعلى الصعيد الميداني أكد مسؤول إقليمي أن حركة طالبان باكستان اغتالت أمس علي خليل الرحمن أحد قادة المليشيات القبلية الموالية للحكومة في بلدة شانغلا القريبة من منطقة بونير في وادي سوات.
وفي حادث آخر، أصيب ثلاثة من عناصر القوات شبه النظامية إثر تعرض مركزهم في قرية دوسالي بمنطقة القبائل في شمال وزيرستان لهجوم الثلاثاء من قبل عناصر طالبان أعقبه اشتباك بين الطرفين أسفر عن مقتل ثلاثة مسلحين وإصابة أربعة آخرين.
من جهة أخرى قال مسؤولون أمنيون وسياسيون إن القوى الأمنية حررت 11 فتى تعرضوا لغسيل مخ على يد حركة طالبان باكستان ليصبحوا مقاتلين "انتحاريين" في صفوفها على حد زعمهم.
وأكد ضابط كبير في الأمن بالإقليم الحدودي الشمالي الغربي العثور على تسع فتيان أثناء مداهمات لعدة مناطق في الإقليم، بينما استسلم اثنان آخران طواعية للسلطات الأمنية.
محاربة الإرهاب وعلى الصعيد الإقليمي أعلنت باكستان وطاجيكستان تعزيز التعاون الثنائي بينهما في محاربة ما يوصف بالإرهاب وذلك في الزيارة التي يقوم بها حاليا الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري إلى العاصمة دوشنبه.
وتعهد زرداري -في تصريحات إعلامية بعد لقائه نظيره الطاجيكي إيمومالي راخمون- بالعمل على وقف تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى المليشيات في المنطقة في إشارة إلى حركة طالبان وجماعات أخرى موالية لها.