أجرت إذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله" تحقيقًا أعده ماركوس سيمانك وقام بتحريره جريك فيسر تناول الدور الذي لعبه حزب النور السلفي منذ الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي مرورًا بالمجازر التي ارتكبتها سلطات الانقلاب ضد مؤيدي الرئيس وحتى الاستفتاء على دستور لجنة الخمسين المعينة. وأشارت الإذاعة إلى أن حزب النور قام بالتحالف مع العسكر والليبراليين واليساريين في محاولة منه للبقاء وتجنب مصير الإخوان الذين قتل واعتقل منهم الآلاف من قادتهم وأعضاء الجماعة إلا أن المشاكل الداخلية في الحزب توشك خلال الأشهر القادمة أن تعصف به. وذكرت أن "النور" السلفي هو الحزب الإسلامي الوحيد الذي أيد الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب صيف العام الماضي وما زال قادته والمتحدثين الإعلاميين للحزب ينفون في الإعلام أن ما حدث في 3 يوليو الماضي كان انقلابًا. وأضافت أن التحالف الحالي بين حزب النور والنظام الجديد أدهش العديد من المراقبين خاصة أن التحالف يضم ليبراليين ويساريين بالإضافة إلى قادة العسكر الذين يمسكون بخيوط اللعبة ويصنفون على أنهم أكبر المعارضين للإسلاميين في مصر. ونقلت عن الباحث السياسي عادل رمضان أن السبب في انضمام حزب النور إلى صفوف الانقلاب يعود إلى سببين أولهما محاولة الحزب إنقاذ نفسه من أن يصبح مصيره كمصير الإخوان المعتقل منهم الآلاف الآن، وثانيهما انتقام الحزب من قيام الإخوان بتهميشه خلال العام الأول من رئاسة الدكتور مرسي. وأشار رمضان إلى أن قادة العسكر استخدموا حزب النور كورقة التوت التي تغطي على جرائمهم الوحشية ضد الإخوان وحاولوا التقرب إلى الحزب حتى لا تظهر جرائمهم على أنها موجهة ضد الإسلام وإنما تظهر وكأنها موجهة ضد جماعة إرهابية أرادت أن تجعل مصالحها فوق مصالح الوطن، مضيفًا أن الحزب قام بدوره بشكل جيد. وتحدثت عن أن أعضاء "النور" لما يتعرضوا- حتى الآن- لوحشية قوات الأمن التي تعرض لها الإخوان ولم يقم قادته بإدانة المجازر التي تعرض لها الإخوان منذ الصيف الماضي وراح ضحيتها المئات ومع ذلك ما زال قادة الحزب يدعون إلى حل سياسي للأزمة الراهنة لإنهاء الاضطرابات التي تشهدها البلاد. وقالت: إنه لا يعرف حتى الآن إلى أي مدى سيستمر التوافق بين الحزب وقادة الجيش إلا أن الشواهد تشير إلى أنه خسر الكثير من أنصاره وهو ما ظهر جليًا في الاستفتاء على دستور لجنة الخمسين خاصة في محافظة مرسى مطروح أحد المعاقل الرئيسية للحزب والتي لم يصوت فيها سوى 19% فقط. وأضافت أن العديد من القيادات قدمت استقالاتها في الأسابيع الماضية رفضًا لسياسات الحزب في الوقت الذي اتهم بعض أعضاء "النور" رئيسه يونس مخيون بخيانة الإسلام بسبب مواقفه الأخيرة وهناك توقعات بتضاءل حجم الحزب خلال الأشهر القادمة بشكل كبير وسط مخاوف من اتجاه الأعضاء الصغار فيه للعنف إذا لم يجدوا أنفسهم ممثلين في العملية السياسية.